درب الهلاك
قسماً يا أيها الليلُ قد أصابني سهم ٌ
فتلوع القلبُ بهواها و أرهقني النكوبُ
و أنا كالرضيعِ كنتُ ألهو مع الفراشاتِ
فرحٌ كان يسكنني لا حزنٌ ولا الرسوبُ
فمالي بالهوى أرتعشُ بشوقُ الحبيبِ
مالي أحترقُ بلهفتي بغرامها و لا أتوبُ
هل كانت حبها بقسمتي قدرٌ ليقتلني
أم أنا الذي حملتُ قلبي لدار المحبوبُ
فنلتُ بدار الهوى أرقٌ للبعيدِ يبرحني
تعذبني لوعتي بمرها و تثقلني الذنوبُ
ما كنتُ يوماً أحسبها ظلاماً ستقتلني
و لا كنتُ أرى بثوب أحلامي الشحوبُ
هي العفاف ذاتها من سكنتْ بروحي
احتلتْ عرش الوتين و راحت تجوبُ
بمقلتي خمرٌ لا يفارقني ثملُ سكرته
و القلبُ من الغدرِ قد باتَ كلهُ ثقوبُ
فأشهدُ بأني قد غلبني خمول هواها
و أرست بجسدي ناراً بيومها المقلوبُ
قد رحلتْ من جسدي بحلم النسيان
و الألمُ فاض منه عذرٌ به الجرحُ ينوبُ
تحت جدار الطعنِ قد نمتُ بهزيمتي
فراحت بذلها تجرني ورائها الغروبُ
وإني أدمنتُ بغرامها فالزمانُ لا ينكرها
فالحجرُ يدركُ كيف أحترقُ و أذوبُ
فعلى دروب اليأس سيوفٌ مازلت بي
تذبحُ الروح و الكفرُ تلبسني و العيوبُ
تدنو بثوب الصلواتِ دهرٌ و قد تغنى
بشر الحاقدينَ فالويلُ من كفر القلوبُ
إذا بغلى الشركُ وجه قمتهِ كيف أحيا
و الجرحُ قد ساقني بمرهِ بكل الدروبُ
الكاتب
مصطفى محمد كبار
٢٠٢٣/١/١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق