نبض نخلة: هدهدة رضيع//الكاتب محمد سليماني

الاثنين، 2 يناير 2023

هدهدة رضيع//الكاتب محمد سليماني

 هدهدة رضيع


في هدأة الليل الساكن...يسكن إليها...ترتحل أشواقه هادئة...يهفو الى فؤادها...يتسلّل نحو تفاصيلها...يقاسمها صمتها...وشرودها...يمتصّ اللذة الطافحة في أحضانها...

كان طريقها شاقّا ...الشوارد ترافقها...ترفل حثيثا نحو أقدارها...تستبق البوح المقموع في شحوبها ...تداري دمعة تنسكب حائرة.

حملته...إنتبذت به مكانا قصيّا...نائيا..كانت مصيبتها ظاهرة...تستبصر المدى...في الٱكام الخائبة...تقبع بعيدا...تركل اللحظات الزائفة...تدفع بأقدامها الزوايا والفجوج والأوزار الماثلة.

رقد والدها رقدته الأخيرة...مسجّى على ضفاف الإهمال...حملوه سريعا نحو جنتّه الموعودة...تحت جدران المقبرة المحاذية...عاش عزيزا...غزيرا في علياءه...مغالبا النفس ..متفانيا..

تاهت في خيوط الدنيا المتداخلة...متوحّشة في أرداءها...ذابلة أزهارها...تشقّ الغيوم الداكنة...تلامس الفجر البعيد بخجل...وتحاذر توثيق أسفارها...صغيرها ماثل أمامها...يغازل أشعارها...يراودها في همساتها...وأفكارها...البيت داجٍ...مكتوبة قوافيه القانية ..ألتهمت النيران أسراره...وانخلعت القلوب تكابد أغوارها...

برهة سامقة...تلامس الفتنة...تلطم أوعارها...

كان الحريق داكنا...والدخان عاليا...إستوقدت الحجرة أحجارها...تقوّس الخوف معاندا ...يوثّق المشاهد الدامية..

ماتت أمها في حسرتها...تدفع عنهما البلوى...ذات عن حماها...إستبسلت متعلّقة بأسوارها...إنفطر قلبها محموما...يتسربل ذاويا تحت الرماد المطحون بمياه منفلتة من المطبخ...مواسيرها تتدفّق حانية.

حملوها وصغيرها...نحو المشفى...يزرعون فتنة جاثية...يستمدّون من ملاحة وجهها...شروخها البادية...تعتصر الحسرة على الوجوه...تنوء تحت لهيبها وإدبار اللحظات العايرة...

لطّخوا دفاترها....وإمتشقوا السنان...يحتربون بعدها...كانت الحديقة خرائبا...وحطاما...حطيمها يسكن أحلامها...يرسم على قفا الزمن غلالة قحط متهادية...تحثّ خطاها...متماهية.

في قسمات وجهها البرئ تخوض ٱخر حروبها الخاسرة...تحضن طفلها المقموع...تلقفت الفرص السانحة...كانت التجربة قاسية...وحبال نجواها متٱكلة...تنام على حصير المودّة مبتسمة...ترمّم أطوارها...كانت سقطة داجية...مات الأمل في أعماقها... وإنبثق شاديا في تلافيف رميمها...وبقايا حطيمها...وإكتتبت لها الأقدار فسحة أخرى...تجاهد المدى...وتغرس أظافرها في اردية المجهول غير مبالية.



الكاتب 

محمد سليماني

2.1.2022



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حروف من الألم//الكاتب فوزي سليم

 #حروف_من_الألم: كيف يكتب القلم.!؟  ما أشعر به من ألم...  على جثث تفجرت ثم صارت رمم......  لم تجد من يخرجها فدفنت تحت الردم. ياأمة تفرقت وتش...