اعترافات1
لمّنا الشمل في حفل زفاف صديق مشترك من العازفين عن الزواج والذي تمادت حالته هكذا خمسين سنة.
عندما تلقيت رسالة العريس تدعوني إلى وليمة "وضع عقدة المشنقة في عنقه" لم أفكر طويلا. أسرعت موافقا. إنه الرائحة الأخيرة من رواد "حلقة العزاب المتشددين." ولعل قبول الدعوة تضمن في طياتها حب الاستطلاع على السيدة التي وضعت سلطتها على ميولاته العاطفية، وزجت به في أحضان الواقع... مرحبا بك يا صديقي في مسرح "الزواج شر لا بد منه"... كان الحفل الموسيقي دافئا إذا لم أقل طافئا . الطعام ممل... حملت جسمي مع جليس السهرة، وانتحينا جانبا مظلما من مدار العرس... نراقب الكل ولا يلاحظنا أحد... احتضننا أحمر النبيذ وجعل منا نقاد وكتاب وشعراء... حدث صديقي قال:
منذ الكوفيد، غيم وقتي. كنت مرتبكا ومزج في نفس اللحظة. كأن ما بعد لا يريد أن يفسح المجال للسابق، وكأن من قبل أراد أن يأخذ مكانه، لكن بُعده نفى هذا الاحتمال. كما لو أن خطّي الزمني الشخصي كان يتشوه، يضحك عليّ وعلى معالمي.
أحيانًا أقول لنفسي إنه العمر، هذا نصف قرن قديم، لكنني أصدق ذلك نصفًا فقط.
إنه غريب جدا. لطالما بدا الزمن بالنسبة لي كظاهرة معقدة، حتى لو كانت منومة مغناطيسية، قد أمضيت تلك الليلة في محاولة رسم خطوطها العريضة مع أخي، منذ زمن بعيد، في لحظة خاصة للغاية لدرجة أنه كان بالفعل الشخص الوحيد القادر على جمع هذه الأفكار ولم يغير أي شيء منها. وفيّ ومخلص وتقيّ... أركن إليه عندما يسودّ أفقي...و أفاقي...
الكاتب
عبد الفتاح الطياري
2.1.2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق