السيطرة القسرية
بقلمي د. غادة رشاد
………
قد لا تعتقد أنك تتعرض لسوء المعاملة إذا لم تتأذ جسديا، ولكن يمكن أن يكون للإساءة العاطفية واللفظية ومحاولة إخافتك أوعزلك أو السيطرة عليك لها من الآثار التي لا تقل خطورة عن آثار الاعتداء الجسدي.
فرنسا في عام 2010 كانت أول دولة تحظر "العنف النفسي في العلاقة الزوجية"، كذلك تم الاعتراف بالسيطرة القسرية على أنها جريمة يُحكم بها بالسجن في المملكة المتحدة منذ عام 2015.
السيطرة القسرية هو نمط سلوكي يهدف إلى ممارسة القوة والسيطرة على شريك حميم آخر. كأن يجعل الشخص معتمدا عليه عن طريق عزله، أو استغلال قوته وموارده لإذلال وتحطيم الآخر، باستخدام الترهيب أو الإساءة التي تُسبب الأذى، ويعتبر السيطرة القصرية نوع من الإبتزاز تحت ضغط من التهديد أو بسيف الحياء وهو حرام شرعا وحُرمته تأتي من ألم النفس وشعوره بالإكراه وأنه لا يستطيع أن يمتنع أو يرفض ما يُطلب منه.
يعد الإبتزاز العاطفي من أخطر أنواع الإبتزاز الذي قد يتعرض له الإنسان ويظل يحيا به طويلا دون أن يدركه فهو شكل من أشكال التلاعب النفسي ويستخدم فيه الترهيب والالتزام بالشعور بالذنب للتلاعب بهم بالاستجابة لمطالبهم فيجعل هذا الشخص رهينة عاطفية لمن حوله دون أن يدرك أنه ابتزازا واستنذافا لطاقته.
كثير منا يتعرض لهذا النوع من الإبتزاز رجل كان أو امرأة، شاب أو فتاة لتصبح إنسانا مدمرا نفسيا لزعزعة ثقتك بنفسك واستنفاذا لطاقتك وتكون ضحية لمن ابتزك وضحية لجهلك وعدم ادراكك لهذا النوع من الابتزاز منذ البداية وقد يصل الحال لحالة مرضية يتطلب منك تدخل أخصائي أو طبيب نفسي.
المبتزون ليسوا دوما أشخاصا سيئين ولا أشرارا عادة ما يكونون أقرب الناس إليك وأكثر من يحبك في الحياة على الإطلاق، لكنه يريد السيطرة عليك وقد يكون دون وعي منهم بأنهم يتلاعبون بمشاعرك ومدى سوئها عليك.
علامات تدل على أنك تتعرض لضغط الابتزاز العاطفي:
لا يعطيك الفرصة ولا الوقت حتى تفكر فيما يطلبه منك ويستمر بالضغط عليك حتى توافق على طلبه.
دائما يحقر من تصرفك ويشعرك بالنقصان والغباء وأن مستوى فهمك أقل وسوف تضيع بدونه فعليك أن تراجعه دائما.
الصمت سلاح المبتز الذي يعاقب به ضحيته، ويجعلك دائم البحث عما اقترفته في حقه ليتخذ هذا الموقف منك.
يترقبك ليتصيد لك الأخطاء حتى تقتنع بأنك فاشل من دونه وعليك ألا تخرج من تحت عباءته ووصايته عليك.
إذا أبديت إنفعالك وغضبك منه يعيش في هذه اللحظة دور الضحية و أنه لم يقصد أن يحزنك أو يسيطر عليك وأنت من تسيء الظن به فتشعر بالذنب تجاهه فتحاول أن تراضيه وتصالحه حتى يسامحك على سوء ظنك به.
يلزمك بروتين حياتي معين يجعل الخروج عنه خطا أحمر، فيساعد ذلك على مزيد من إحكام قبضته عليك، ويحافظ على منطقة سلطته ونفوذه عليك.
الصوت العالي والمشاعر السلبية، يدفعك للخوف من التعرض للعنف، ويخوّف ضحيته كي تصمت وتنساق وراء سلطته عليها.
المفاجآت السلبية تفقد الضحية توازنها النفسي والعاطفي، فتضطر للجوء إليه، لأنه الوحيد الذي يجعلها تشعر بأمان زائف فتصبح لا تعرف الصح من الخطأ لانه يتلاعب بالحقائق بعرضه كم من المعلومات الغير طبيعية والمضللة.
طرق مقاومه الابتزاز العاطفى:
التعرف على الابتزاز العاطفي، والتعامل معه بوعي، والانتباه إليه وتسمية الأمور بمسمياتها، كخطوة أولى للنجاح في صده .
قبول جزء من المسؤولية في كل علاقة بين طرفين والتعامل بواقعية.
تقوية الحدود الشخصية التي لا يمكن تجاوزها ومقاومة المتطلبات.
تقوية تقدير الذات وتتوقفعن ترك المجال للآخرين ليقرروا بدلا عنك.
تعلم إستراتيجيات إدارة الخلافات والتفاوض من أجل إيجاد حلول صحية ومعقولة.
انتبه إلى احتياجاتك الشخصية التي قد تكون تجاهلتها بسبب تعرضك الدائم للابتزاز والضغط من الآخرين.
#د_غادة_رشاد
#مدونتي_bintezz
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق