نبض نخلة: بحضرة الغياب//الكاتب مصطفى محمد كبار

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022

بحضرة الغياب//الكاتب مصطفى محمد كبار

 بحضرة الغياب 


في الأفق البعيد

بدفئ القبل و لمسة

الحنين

بالغروب المميت المسافر

تاهت راحلة 

كانت معي يوماً تشرقُ

في الوتين  

 

من تكونين  

لتحتلين مملكة

الياسمين 

نحو الأعماق قد رميت

بقلبي بين يديكي 

و غفوت 

في عينيك بغمرة 

الحب

و مازلت أطوف بجناح  

الغيم

سحاب نظراتكِ

مازلت أتلذذ بثغرك  

في حلمي القديم


من تكونين  

يا سيدة أشعاري 

يا شاغل الفؤاد و 

أفكاري 

أنا و الليل سوياً  

نحتسي من كأس  

الإنتظار

نتحايل كلٌ منا على

الآخر 

بطريقة الوجع

كل التفاصيل القصة  

مبعثرة مع الوقت

لا سر لوجع الحكاية

في الإشتياق


بحضرة الغياب 

أنا في ضياع نكسة

القديسين 

فالمسيح بحضني مازال

يحلمُ بالسلام و

 يبكي

فلا قوانين يفرقني

عنه هنا 

فالقيامة قد وقعت 

بنعشنا  

منذ بداية الرسالة 

لذلك المسيح يحملني

بالقيامة للنجاة

و أنا أحمل سيرة العمر

بوجع الحياة 

و العذراء ترتب للجنازة

مأتمها الأخير 

فأتقصدُ الحزن بدرب

الموت

لأبكي بفراق الحجر

فالبكاء صدق العاشقين


من تكونين  

لترتعش الحبر من كتاباتي

و تذوب

على جدار أحلامي 

فكل النجوم تحمل

صوركِ

ابتسامتك باقية 

تحرقني  

اراك بعين الليل

كالقمر

بثوب الاشباح مع 

الريح ترقصين  

بمخيلتي

بأي لغةٍ كتبتِ حبك

بقلبي

فكم صلاةٍ  

أنا أحتاجها في السجود  

لتندمين 

و أي جاذبية تملكين

لأحبك لهذا   

الحد 

فمن تكونين لترحلين

بروحي


بحضرة الغياب 

هناك فجوة كبيرة  

بين الجسد المتعب و

تلك الروح التي رحلت  

من ذاكرتي

فهناك من ينتظرني  

خلف جدران  

الأحزان

الموت العابس  

ضروريٌ 

بلحظة الهزيمة و 

الإنكسار


من تكونين 

فكل أبجديتي ساقطة

بغيابك 

كل أمالي كرماد

الأموات

أجنحتي حطمها حنين

الذكريات

فلم يعد هناك متسع 

من الوقت 

لأحلم بأنكِ نادمة و

تعودين 

فالمشهد بلوحة المهرج 

الحزين قد فشل


فمن تكونين  

لتسرقين كل ساعاتي  

و أيامي

من تكونين لتكوني مثيرة 

جدلي  

و أميرة كل حكاياتي 

عجبي لهذا القلب 

لما يشدني لذات  

الوجع

لنفس الجرح

لما ترهقني الآلام ورائكِ

و تبعثرني الأنين


من تكونين 

بأي ذنب قتلت روحي

و بقلبي تذبحين 

في الركب الأخير   

تسير موكب الذباب

نحو الهاوية 

و الإنتظار قد بلغى

ذروته

و في الوداع نسيت 

دمعتي  

تنوح سرابا

 

فمن تكونين يا أيتها الروح

الهاربة مني

الكنائس المهجورة هي

 صوري الفارغة  

بسنين الغبار

ألا تدرين بأنك بكل أشيائي

أراكي تسكنين 


بحضرة الغياب 

أي قلبٍ ضال تحملين 

قد رأيتُ الموت  

يقربني

فأدركتُ بطعنة اليقين 


الأميرة الحاقدة   

الكافرة

هي ................ العفاف  


مصطفى محمد كبار 

حلب سوريا ٢٠٢٢/١٢/٢٤



هناك تعليق واحد:

هي أمي//الكاتب محمد العكري

هي أمي  سبب وجودي ورفيقتي ومن رسمت طريقي    في هامشي وحياتي  كم عانت لأجلي كم تعبت لتربيتي هي أمي  حبيبتي وَعُمْرِي إنها أنفاسي  وُلدتُ فرحم...