نبض نخلة: المطر وفتور القلم//الكاتبة إكرام التميمي

الاثنين، 26 ديسمبر 2022

المطر وفتور القلم//الكاتبة إكرام التميمي

 المطر وفتور القلم 


أجواء الشتاء الجميلة ،أخذتني في رحلة معها حيث ،سكون الليل . 

أمطار غزيرة ،برق ورعد، وسماء متلبدة بالغيوم ..

ليل يخيم على المكان، أحلامي تتوه في سراديب الذاكرة ، تتخبط فيما بينها .. 

الصفعات تلطم أحداهما الأخرى .. 


وأنا هناك أراقب الأجواء الماطرة، أتوه في أزقة الليل، أترك أحلامي هناك ، و أوراقي .

أجلس هناك اتكور بجانب النافذة أراقب النسمات الباردة وهي تداعب أوراق الشجر .. تمسد على جبين الأمنيات بيد حنونة .. تربت على كتف انهكه الضجر .. 

لم تكن لدي رغبة بالكتابة ،وكأن وحي القلم قد أصابه الضجر .. 

حينها كنت أعتقد أن شغف الكتابة قد ملَّ مني وفارقني إلى غير رجعة . 

وإن آمالي وطموحاتي قد أنهكها الجري والضجر ، وإن أشرعتي قد تحطمت من كثرة العواصف والأمواج المتلاحقة ومن قسوة البشر . 

قمت عندها ولملمت أوراقي وكسرت أقلامي ، وحجبت نفسي عن البشر .. 

لكنني كنت أعلم في قرارة نفسي أني ما زلت قادرة على التحليق من جديد .. 

نظرت بشرود الذهن لتلك الغيوم الزاحفة وهي تحط على رؤوس المباني والأشجار ،وتنهمر باكية بالخيرات والنعم . 

عندها فكرت بالأمر .. 

كيف لها أن تفعل ذلك كل عام ؟ 

أخذت انصت للريح وهي تحاول البوح لي بسر ما .. ربما هي تشحذ همتي للكتابة ..أوربما تدعوني أن أرحل معها في سفر بعيد .. أو ربما تحاول اخراجي من قوقعتي .. 

وأنا هنا لا زلت أتأمل ذاك الفضاء الرحب الشاسع .. فهو لا زال يمنحنا خيره،رغم جحودنا. 

اقترب مني هامسا وكأنه يسألني أمنيتي الأخيرة في هذا الجو الماطر ..

وها هي قطرات المطر تمد يدها تمسح على قلبي برفق، تطفئ لهيب نيراني المتأججة في داخلي رويدا رويدا .. 

كي استعيد بعضا من شغفي .. 

كانت رسائل المطر هذا اليوم تدهشني حتى قبل أن أعي هدفها وما ترمي إليه. 

وقد كنت ولا زلت أنتظر رسالة منه تمنحني شيئا من الحماسة والقوة التي بت افتقدها .

كانت رسائله تثير زوبعة بداخلي .. تخرجني عن المألوف.

لطالما كنت أحلم بأن أرحل معه بعيدا .. 

أن يفاجأني بعكس ما كنت أخشاه .. 

لكن هواجسي التي طالما كانت تخيفني جاءت في لحظة هاربة لتنتزعني من أحلامي .. 

وفي وسط الأعاصير التي تقتحم هدوء ليلي تأتي زوبعة منه تثير زوبعة في داخلي . 

أتساءل ترى هل حقًا تتحقق الأمنيات في لحظة سقوط المطر .. !؟

عندها انتابتني رعشة خفيفة باردة .

قمت أغلقت نافذتي وتدثرت بأحلامي وتوسدت أمنياتي .. ورحت في سبات عميق . 


الكاتبة

إكرام التميمي

26.12.2022



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

زواج برسم البيع//الكاتبة هويدا سقار.

زواج برسم البيع  أي زواج تفرضوه  على بنات قاصرات  هل يوجد دين يأمر  بقطف براعم الزهرات  الأجدر أن يحميهن أب  ولا يقدمهن هدايا أسيرات والأم ذ...