رأس السنة
أبو سلم هو المدير التجاري لشركة طيران متخصصة في بيع الإجازات بين السماء والأرض. أهدانا، نحن أهل الاعلام، رحلة روحانية إلى القدس العربية. و في مقام داوود نتبعه.
يمشي وسط العشب البري والمتنزهات والأراضي البور. يد في جيبه يبحث عن مفاتيح العام الجديد.
كان الرجل يطارد الأماكن التي ركلها جده خلال الحرب لسنوات. حارب جده خلال الحرب الكبرى مع النازيين، وشارك في إبادة العديد من رجال الأعمال ليحتفظ بمفرده بأغراض استهلاك مواد العام الجديد وخاصة المسحوق الأسود لإضرام الألعاب النارية.
تتغذى صدمته الحياتية عبر أجيال عديدة من الأسئلة والأجوبة: هل يمكننا إنقاذ حفلة رأس السنة الجديدة ونسيان ما قام به أجدادي في سلب العقول وقتل الأبرياء على هذه الأرض الحنون أين إبراهيم ترك مسارات خطواته في كل ممر من المدينة.
في القدس جمع أهل الذكر ليسامرهم على مشروعه العظيم الذي سماه "الحلم اللذيذ" والذي سيسخر للديانات مبلغ مهم من عائدات مربوحات هذا اليوم السعيد... فمنهم من قال بدعة ومنهم من قال هذا ليس اليوم المفروض لعيدنا ولكي يجتمعوا حول هدف عالميا سموه "رأس السنة الميلادية." وهكذا أنقذوا الإنسانية من حرب الأعداد وتشتت الأعياد لكي يتمادوا في فرض شماريخ سنة الميلاد.
يشعر أبو سلم أن تيار التاريخ ينقلب ويأمر مروجوه بسحب ترتيب مجموعته. يتعلق الأمر بإطعام الجماهير. يأمر زبائنه بتغيير التجارة... بيع المشروبات الروحية والكحولية والدجاج والكعك... همه هو حماية الحلم وتجارته أيضًا.
وهكذا وضع الألعاب النارية على ذمة السياسيين...
فكل تاجر يحمي تجارته ويتقنها ويهديها معلبة لأمل الحالمين...
وهكذا كل سنة تعود الذكرى وتلمع أضواء المذكرين: سيكون العام الجديد أفضل من من مضى... هذا هو لغز التغيير.
الكاتب
عبدالفتاح الطياري
31.12.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق