ترف عاطفي
إنها جدتي ...جلست تستريح على قارعة الحياة تستشعر ماضيها أمام تسارع الأيام وانسحاب بساط الزمان والمكان من تحت قدميها
كانت عيناها تتألقان بلون أخضر سيروليان،، وأسنانها تحتفظ ببريقها كأنها حبات متلألئة رغم التجاعيد التي احتلت وجهها تزيد ابتسامتها رونقا وجمالا،، كانت تنظر يمينا وشمالا لعلها تلمح شيئا يشدها لماضيها الجميل أملها أن ترى طيفا يناديها أو يصدح بتلك الأغنية التي تحبها،، ذاك الطيف الذي تستجيب له أوصالها فتسافر له من جديد كأنها عروس تنتظر قدومه على حصانه الأبيض ..... "إنه جدي رحمه الله"
وعلى الرغم من ارتجاف صوتها لكنها لم تستسلم للحياة جلست هناك على تلك الصخرة تغني وتمشط شعرها بزيت فواح صنعته بأيديها من الزهر وزيت الزيتون لتنسج منه جدائل كساها الشيب بلونه الأبيض ليزيدها هيبة ووقارا
نادتني من بعيد وأنا كعادتي أمارس رياضتي الصباحية ركضا بين الجداول والبساتين، ذهبت إليها متعجبة فأجلستني بجانبها لتروي لي حكايتها وكيف كن في زمانهن أنيقات وكيف أنها في عمر السبعين الآن تندم لأنها تعاني من آلام المفاصل،، ابتسمت ابتسامة عريضة ومررت من جنبها، قبلت رأسها ووضعت في أذنها دعواتي بطول العمر.
سيروليان =اللون الأزرق المائل للون الأخضر
الكاتبة
مريم عبدالله
30.11.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق