مأتم الضياع
منتصف الظهيرة، بعد تفاقم الحزن بعشر دقائق..
كأن شمس الخريف تلوكني، تستخرج عصارة الصبر، تلطخ بها جبهتي، مثل مقاتل عائد من ميادين الحرب، لا شيء معه سوى دماء تلطخه هنا وهناك..
ترتحل يداي نحو الأفق، تلوح للا شيء، تتضاءل أمامي كل تفاصيلي كأني لوحة مرسومة للتو وألقيت في عمق الماء..
تطفو الألوان، تمتزج مع بعضها، تتشابك حتى تضيع(أنا) بين أمواج الألم.
مازلت أسمع صوت الحطام يردد معزوفاته المقيتة على مسمعي، يخترق روحي، فيغزل صمتي، ويلفه حولي، يستعمر نبضات قلبي عوداً له يكرر به عزف ألحانه، فأتشابك معه دون وعيَّ وأرتل معه الألحان وكأني في قاعة إمتحان يقام لأخر مرة في الحياة..
فأرسب به، لم تكن الصور واضحة أمامي، أصاب الضباب كبدي حتى تضاءلت رؤياي، وضعتُ هناك في سديم الحزن المقيت، الشره لتفاصيل روحي، الممتص لجرعات لا تنتهي من صبري، حتى نفذ من صندوق صدري، غدى خاويا كأنا، تماماً في منتصف هذه الساعة التي يتكرر فيها ذات الأمر!
الكاتبة
سميرة البهادلي.
29.11.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق