نبض نخلة: إنسانية كلب//الكاتب نجيب صالح طه

الأربعاء، 30 نوفمبر 2022

إنسانية كلب//الكاتب نجيب صالح طه

 إنسانية كلب.


عَلِق كلب حراسة، في فجوة باب لجدار منزل فخم، احتل قمة هضبة قريبة من مدينة خافتة الضوء، وكأنه قبعة أجنبية، اعتمرت رأس مسؤول فاحش الثراء،

حالت تلك الفجوة دون هلاك لص طارده كلب، توحش جوعه ليلا، فأراد الوفاء لبطنه،

حمد الله على نجاته! 

بأنفاس تلاحق بعضها، خالطها أنين ارتطامه القاسي، بعد أن تسور ذلك الجدار بأجنحة النجاة من الموت،

كان نباح الكلب المدوي ،قد انخفض حدة، وتحول لنباح جرو أليف، يستعطف الخلاص، اقترب منه، وجد بعض الزوائد الحديدية الحادة التي صنعها بأدواته البدائية بداية، قد غرست نفسها في جسده،

_ تستحق يا كلب يابن الكلب.

_ نبح بنغمة من يتوسل الرحمة،


رق لحاله وقرر إنقاذه،عاد لفناء المنزل، من جهة أخرى أكثر سهولة، كانت ذاكرته قد احتفظت بصورة لها، وصل إليه، حاوره بحميمة، أكثرت المسح على رأسه بلطف :


_لا تخف سأخلصك.

_ بسط الكلب ذراعيه، وأبدى نواياه الحسنة.


باشر عملية الانقاذ، بأدواته البسيطة، 

_ أنا لص لكني لست بقاتل، ولا أقبل موتك، وإن كنت قد بسطت يدك إلي لتقتلني بها، إبق هنا، سأعود،

_ امتثل الكلب لأمره.


عاد بعد جولة في فناء البيت، وبيده معطف ثمين، وصل إليه بخبراته التي لمحت حركة أحد أكمامه، في إحدى نوافذ القدر المفتوحة لرياح المساء الهادئة، اقتص منه ما يحتاجه لتنظيف جراح الكلب، وتضميدها، ثم دثره بفروه، فتح له علبة طعام معلب خاص بالكلاب، اصطحبها معه، تمسح به شاكرا، فقاله له :

_ هاقد أنقذتك!

أتسمح لي الآن بدخول المنزل؟

_ هز الكلب أذنيه، وعوى راضيا.


دخل اللص آمنا، يسبقه ضوء كشافه اليدوي،استغرقت مهمته بعض الوقت، والكلب لا يبرح مكانه، وفجأة ارتفع نباحه مجددا، أدرك إنذاره، لكن سيد الكلب والدار كان أسرع من هروبه !

أشهر مسدسه تجاهه، قابله بإيماء لصاحبه، فانقض عليه ليكون ذلك آخر مافعلته يمنيه، انصرف اللص غانما، وبكلب أعلن وفاءه لسيده الجديد.


الكاتب 

نجيب صالح طه 

أمير البؤساء

30.11.2022



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رفقا بالقوارير// الكاتبة إكرام التميمي.

رفقا بالقوارير  واستوصوا بالنساء خيرا ..  هذا قول رسولنا وحبينا  احجلالا لمكانتها العالية  فكفاكم استعلاء أيها الرجال ..   كفاكم قهرا للنساء...