أنا والقمر
أنا والقمر صديقان
منذ البدء
وثالثنا المساء
يجمعنا الحزن والحبّ
وعمق الذّكريات
نتبادل الصّمت والبسمات
بصدق لا تكدّره غيوم
ها هو ذا القمر
في ليلته الباردة ينفلق
منكسرا
يلفّه اكتئاب المساء
حاملا عبء الأرض
متفرّدا في السّماء
ضاعت عيناي في صمته
تحدّدان خطايا هاربة
من الطّريق الهارب
تبحثان عن نجمة
تهتدى بها حيرتي
في بيداء التّيه والألم
تبحثان عن قطعة ضجيج
وسط الصخب
عن ضوء في شفاه
منطفئة
عن مفاجأة تكنس الغبار
والعناكب
تبدّد العتمات
تمسح الضّباب
من على مرآة مدينتي
الّتي كتب على جبينها
أصل هويّتي
عن مفاجأة
تدفئ وحشتي، من عروق
صخور السّماء،
السّاكنة فوقي،
تجلو عنّي ما يخجلني
أقف عاريّة في عين الشّمس
أمام البحر،
أجعله يرتفع مرتعشا
توقا إلى أعالي كبريائي،
يتسلّل النّور منّي بطيئا،
محتشما،
يداعب من حولي
الحمائم مداعبة المشتاق،
يبرق المدى في زماني
ومكاني،
حينما يدنف قلبي حائرا
بين تشنيع الخيال المرجف
وبين الكرى الّذي لم يزر
جفني
تمرّ عليه السّحب متلكّئة
متردّدة،
يتحرّك تحتها كغمامة
الإكراه،
أنتظر مفاجأة تخرج يومي
عن الأيّام،
تؤرّخني في حضرة النّهار،
تسكت الضّجّة الّتي تبسط
عباءتها فوق أفكاري،
تجعلني متوسّدة ظلّي
في سكوني.
بقلمي/زهرة بن عزوز
البلد/الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق