نبض نخلة: قدري//الكاتب مصطفى محمد كبار

السبت، 1 أكتوبر 2022

قدري//الكاتب مصطفى محمد كبار

 قدري


و كأني حينما أدعو لجرحي أُزعجهُ

أحمقٌ قدري  فلا أدري كيف أتحملهُ


كفرٌ  تباركهُ شحبُ الأحقاد فتثقلني

حجرٌ  يصبحُ  بصراخي و لا يسمعهُ


و كأني حين ورثتُ منهُ مرَ كوارثي

أغديتُ كالبلاءِ أضحى حينَ  أحملهُ


ياأيها الجرحُ مالكَ تهزي بالأرقِ همَ

و كأنكَ رضيتَ بألمي وعمري تغلبهُ


قد  صرتُ  معكَ حتى  بابُ  الموت 

فكيفَ  ترهقُ  روحٌ  بطعنكَ و تقتلهُ


إني  قد  أضرحتُ  بكلَ أيامي سقمٌ

بغيٌ ينهالُ  بظلامُ الليالي فيصرعهُ


مالي و كأني على وجه الأرضِ ثقلٌ

سيفٌ  قد  نالَ  من  القلب فأسقطهُ


حتى ضحى  المغيبُ  بدرب  سفري

جرحٌ  ها غدا  بالعمرِ  فمالي أُضيعهُ


كربٌ   قد  رمى   بي   كلَ  مواجعهُ 

سكرٌ  هل أنسى  حين خمرهُ أجرعهُ


فمن ذاقَ  الويلَ و مضى بمر لوعتهِ 

يجني الهمومَ و التعبُ بثوبهِ يرقعهُ


فأشقى  زمني  كل  أحدٍ  قد جارني

و ما  أشقى  دموعي  حين   أُمطرهُ


أفلا    تكفُ  الأقدارُ   عني   بلعنتها

فهناك  جسدٌ  مضروحٌ  فمن  يرفعهُ


إني  لا  أقطعُ  بوقت أيامي  و إنما

ريح الهلاكِ  قد  جنى و راحَ يقطعهُ


أعضتُ من  وجه  خلٍ  دمعُ  فراقهِ

فأبى  الغدرُ  إلا  تلك الروح  ينزعهُ


ودَعني  و  كانَ  بودي أن  لا أُودعهُ

خلى بقلبي  و أضرَ  بمن كان  منزلهُ


كأنما بذاك الطعنِ كان  قد رسى بهِ

راحلاً و قد ظنَ بأن الرحيلَ  ينفعهُ


فالقلبُ يكفيهِ  من  تشتتٌ  ما بلغى

شركٌ مع السنين وجرحٌ بقي يلوعهُ


إذا الزمانُ  رضي بالرحيل  بمزامعهُ

فإني أنكرُ لزمانِ  وجعي و لا أنكرهُ


و ما  بمجاهدةُ  مفارقٍ  قد  توصلهُ

المنايا فطمعُ المرءِ الترابُ لا يشبعهُ


كأنهُ أراهُ راجياً لزمن الأمسِ  بعلتهِ

سيأتي  حين يعلم  بفراقي موجعهُ


ها أنا ألملمُ  ورائهُ  خيبتي  بالحرفُ

الحزينِ  وحيٌ  في القصيدِةِ  أدونهُ


شطرٌ  من  أوجاعُ  السنينِ  ترهقني

ألهو بالخبايا جرحٌ لا يقدرني أُُقدرهُ


فلم أكن  أحسبُ الموت  سيرافقني

دهرٌ   قد  جار  علي   بحد  مخالبهُ


قد كنتُ ربيبُ الدهر  بنارهِ  محترقٌ

فهل لدربُ الصبحِ نورٌ عيني يبصرهُ


روحي  مالها بحزنها  تشنقُ أنفاسي

مالي  أعصرُ  هذا  القلبْ  و  أعصرهُ


فلا الأيامُ   قد  أسعف  هذا  الجسد 

ولا الجسورُ  تنقذني بنجاتي لأعبرهُ

ُ

تلك  هي  علتي  مع  الأيامِ   بثقلها

أعدُ   بكأسَ هزيمتي  بمرهِ  فأشربهُ


أشقُ  صدر الريح  جرحٌ  يشاطرني

فيجرني قبرُ الموتْ  نحوهُ  لأسكنهُ


فتباً  لهذا  العيشُ الذي  قد  أهلكني

أشقى  بجرحي حينما  الألمُ  يذكرهُ 


كلُ الجدران  هي  كزنزانةٍ   تأسرني

خيبةٌ و  كآئبةٌ و حبيبٌ  أنا  أخسرهُ


أجولْ   وحيداً  بذلَ  غربتي  دروب  

جحيمي  و لا  بابُ دارٍ  لي  أقصدهُ


فتسرقني  الليالي   بوحشةِ  الظلامِ

أدنو  سواداً  و لا  من  فجراً  أشرقهُ


غربةٌ  قد  أضحتْ  كالقدرِ   تقطعني

يا لعاري  كيف ذاك المتوفي أحسدهُ


فغدتْ تبعثرني صلواتي  مثلُ دخانُ 

النارِ حينما يحترقُ  و الريحُ  يبعثرهُ


قد  أضنا  حلمي  في الردى  كسرتهُ

و  دارَ  زمني  كلما  بدمعي   أمسكهُ


فطبطب  جراحي    يا  من   أورثني 

هذا  الحزن   و أنا  بروحي   أفديتهُ


برعشةُ   الموتِ  أرقصُ  ألماً   بغيابهِ

أبكي  بباب الندمِ    بدمعي   أنتظرهُ


موجوعٌ قلبي  على من تغنى بغربتهِ

فأحسن خاتمتي  يا الله  بما  أرضاهُ


فليسَ لديني  خجلٌ  لو أنه أنصفني 

هذا  الكفر  الذي  يقتلني   من  رواهُ


و إني أرى  في موتي  سقوطَ آلهتي

قد جأني الموتُ باكراً و أجرا بقضاهُ


مصطفى محمد كبار 

حلب  سوريا   في   24\9\2022



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الألوان// الكاتبة خولة السليڤاني

 الألوان مررتُ ببستانِ المحبّةِ           أشمُّ شذى ورده  الفوّاحِ وأقطفُ من كل لونٍ        وردةً للحبيبِ تحيةَ الصباحِ الأحمرُ  بلاغٌ فيه  ...