*تجلِّياتُ إحسان*
هذا يراعي لمن أحببتُ قد كتبا
مثلَ الفراتِ فقد اسقيتُهُ عذبا
اختر صديقَكَ واحرص أن تجرِّبَهُ
كم من صديقٍ إذا ما قالَها كذبا
إنَّ الصداقةَ جذبٌ للنفوسِ وقد
تحيا مرارًا وتكرارًا لمن جذبا
مثلُ الأخوَّةِ تقوى كلَّما قدمت
لولا التوالدُ كانت تلكُمُ النسبا
هذا قرينُك شريانٌ على عضدٍ
حتى يكونَ بأعماقِ النهى عصبا
هو التّواددُ لم تنفذ خزائنُهُ
يجري تباعًا فما من قلبِهِ نضبا
اجعل حياتَكَ حسنَ الخلقِ رافدُها
لا تجعلِ العمرَ هذا كلُّهُ لعبا
نمضي جميعًا إلى الميعادِ في عَجلٍ
لم يرتجِ المرءُ إلا من له تعبا
احذر من الكذبِ والتزييفِ في خلقٍ
تُبدي السلامَ وتُخفي خلفَهُ الشغبا
اثبت على الصدقِ وامسك عروةً وثقت
كن في الحياةِ وفي زلزالِها لزبا
كن في الحياةِ على الخيراتِ مُعتكفًا
واصنع جميلًا كمثلِ الآكلينَ ربا
هذي لعمرُكَ آياتٌ لمن درست
نفسٌ تدابيرَ ما تنجيهِ واكتسبا
قد تمرضُ النفسُ سوءُ الخلقِ يجهدُها
او تعللُ الروحُ فيما تبتغيهِ وبا
ما أجملَ العمرَ بينَ الوالدينِ تكن
مثلَ الملوكِ فأجمل عندها بصبا
ياحبذا الأمُّ فيها كلُّ مفخرةٍ
أبني عليها مناراتٍ وثمَّ قبا
أمّي أحييكِ أنت جنةٌ فلكِ
سرُّ المحبَّةِ بل إحسانُكِ وجبا
خذ من أبيكَ على الدوّامِ مكرمةً
مُثلى تقوّيكَ حتى منه تقتربا
كلُّ الفضائلِ ارعاها وكن سمحًا
فادن رويدًا على مهلٍ لتُصطحبا
دون العزائمِ تجثو في الحياةِ فما
غيرُ السويِّ إذا ما يستقيمُ كبا
اطفئ غرورَكَ لا تتركهُ مستعرًا
يكوي مُحيّاكَ إن ظمَّنتَهُ لهبا
ابعد تباهيكَ لا تجعلهُ مُتَّقدًا
ترمي بعُجبِكَ حتى زدتهُ حطبا
هذا فؤادُكَ عفِّف نبضَهُ فلأن
زيدت بلاياهُ أضحى ميّتا خربا
يبقى عدوُّكَ زهوٌ أنتَ تحملُهُ
احمل عليه ولا تترك به عُجبا
جنيًا فجنيًا من الأخلاقٍ أحسنُها
حرّك بجذعٍ لكي يرمي لكَ الرطبا
واكب جميعَ صفاتِ الخيرِ متبّعًا
فاذهب إليها فما زالت هي الذهبا
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق