إهداء لصديقة غالية
أنا مثلك
أبكي رملاً بعواصف
صحرائي
من أبكاك لعنة و أبكاني
من طعن بجدار قلبك و جرح
بأيامك
من سرق من ثغركِ رقصة
الفراشة و قتلَ فيك
القبلة
من الذي يزرع خناجره بدروب
أحلامك
أنا مثلكِ أحتسي جرعة الوجع
بخمور الكآبة
أنا مثلكِ أبكي كلما تذكرت
ولادتي المقتولة
فأجفُ نبض ذكرياتي بخيبة
الزمنِ و خذلاني
مالكِ ترهقين روحكِ بالهزيمة
و الإنكسار
إهدئي للحظة أمام المرآة
الغابرة
إمسحي دمعكِ المحبط
رتبي اوقات أوجاعك برعشة
المطر
حطمي جدران اليأس بنظرة
الأنتقام
مارسي بجسد الريح طقوس
الغضب
أكسري بقنادل الصلوات يوم
الرحيل
لملمي دموعك من على درب
الفراق
و إنسي تلك العناق
بعثري و ارمي من نافذة
الخاسرين كل الأوراق
فأنا مثلك أتألم بفراق الحياة
من وجع الحياة
فيحاصرني هذا الحاضر المر
بمخالبه الجارحة
يغتالني الكرب بكأس العبث
و لا أدري بوجودي مع الشبح
الغريب
هل انا حقاً أنا
أعيش مثل البشر
لم أعد أشعر بذاتي
لا لا بل أنا منذ ولادة الشمس
أبكي بظلمة الليالي
أحمل تعب السنين و أثقال الهموم
على ظهري المكسور
و لا وقت لي بطعن الأيام
لكي أستريح و أقول بوجه
آلهتي آه آه
فلا سر لدمعي الساقط ها
هنا
لا سر لي برفقة الموت
الحالم بسرقة نعشي
المهزوم
أنا مثلكِ يا سيدتي المحبطة
أتزمرُ بدنيا الأحزان
و أشعرُ مع السلحفاة الناعسة
بمرور الوقت كالحجر
الثقيل
و لا أستريح من عناء
البكاء
لا أدري كيف أغسلُ ثوب أحزاني
بالماء
الحزن يأسرني
الحزن يحرقني
الحزن يقتلني
الحزن يحملني كنعش الضائع
على دروب المقابر
أبحث في جسدي على ثوب
السراب
فأجولُ بأحلام الليل بسكرة
اللانتماء
علني ألتقي بهوس اليقظة من
بعد إحتراقي
فأرجعُ لذاتي المفقود راسباً
بحلم الغراب
فأدون على صورة الغسق المقتول
تاريخ وفاتي
و أنتظر على درب النسيان
رائحة الندم
من هذا الواقع المرير المشهور
بالعدم
فربما سأحيا بهذا الجسد من
بعد الموت بدنيا الغياب
ربما أتنفس مع الحجر و التراب
بمعنى البقاء
و أحلم بأكثر من مرة بصورة
الحياة
لأحضن نفسي بشدة
و أطبطب على نفسي كي يهدأ
هذا الجرح بين ضلوعي
فأنا قد مللت من أسمي
الحزين
كما مللت من رعشة البحر
بملح دموعي
فلا تصدقي غدك ِ الجريح
يا غربتي
و بضحكة الثعلب
كوني مثلي كضباب الغيم
صورة بلا معنى
لا لمسة من محب
و لا حضن لدفن التعب
فأنا يا أيتها الحزينة مثلكِ
أرقٌ و دخان
لا أجيدُ لغة الطرب بزمن
الطعنات
فقط أنا أحاول ان أشبه ظل
الصبح
و أتحايل كسارقٍ محترف
أن أسرق من نهد أمي
شهقتي المدمنة
أرتمي بعشق عاطفتي على
صدر أنثى
كطائر يشق ُصدر الغيوم
في المدى البعيد
فأنا مثلكِ يا صديقتي
لا شأن لي بثوب الحياة
لكي ألبسها قدراً
و لا شأن لي بفوضوية الحروف
و الكلمات التي
صرختْ من وجع القصيدة
فأنا مشغولٌ بأثقال الجروح
و مازلتُ أُطرز بثوب الكفن
العتيق
أحاول النجاة مع دمعتي
المتعبة
علني أهرب مثلكِ يا حبيبتي
من لحظات الآلام
و من هذا الوجع الطويل الذي
يسمى بالعمر
فنامي يا صديقتي على ذاك
الحجر
و ضعي برأسكِ على كتف
الأيام
و أسجدي بعتبة الله بدعاء
دموعك
و أغمضي عينيكِ و أحلمي
بموسم المطر و الزهور
عسى الأقدار يوماً ترحمنا
من لعنة الأحزان
من التشتت و الضياع
من هذا الوجع الطويل
على رصيف الصدمة
الكبرى
مصطفى محمد كبار
حلب سوريا ......... ٢٠٢٢/١٠/٢٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق