حبة أنبتت سبع سنابل..
الى أؤلئك الذين زرعوا مجرد بذرة صغيرة من نور في سديم أعماقنا ومضوا دون الإلتفات أو التساؤل، أولئك الذين لم يكن لديهم متسع من الوقت لإنتظار المطر ليخبرهم بمكان ما بذروا، الى الذين لم تشوبهم هواجس الربح والخسارة ولم تخطر لهم مواسم الحصاد على بال ابدا ولم ينتظروا ثمرا لما بذروا،بخجل وفخر نقول لهم سلام لأرواحكم فى عليائها وأنتم تكبرون حتى بأبسط الامور، سلام لكم وأنتم تثبتون لنا أن التربية هي ما نرى ونلمس لا ما يقال ونسمع،سلام لأرواحم التي لم تبتغ سوى لذة العطاء، سلام يحمل فى طياته بشائر الريح التي حملت تلك البذور الى أعظم وأخصب مواضع النماء، سلام مضمخ بعطر المطر التي إحتضنت ما تركتم عن قصد أو عن غير قصد لتجعل منه عطورا تخضب جدائل الشمس وأشجارا تحتضن بين أغصانها أعشاش البلابل التي تراقص الكون كل صباح غناء وحبورا، الى الذين لم تعرف جيوبهم نفاذا لقطع الحلوى التي كانت تستقر في أعماق ذاكرة الازقة والشوارع التي لا تنسى روائح عطورهم ولا بشاشة وجوههم وصدى فرح الصبية في ظل خطاهم مهما طال الزمن، كحبة أنبتت سبع سنابل....
ابن الحاضر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق