فصول الحياة
بقلم جليلة فريدي
مالي أرى الحياة توحدت فصولها
فصل شتاء
تجمدت فيه المشاعر من صقيع اللامبالاة
وأحاسيس ملقاة على صدر الحنين جرفتها سيول الخيبات
أعاصير الظلم رمت بنا في مركب طافح بالماء لا مفر إما الموت غرقا أو الموت حسرة
زمهرير اليأس كسر أبواب الأمل وأغلق نوافذ أحلام رسمناها في زمن البراءة ..
رعد القهر والقمع أرعبنا عويله ...
فيضانات الحزن والأسى أغرقت فرحتنا وتركتنا نزحف في وحل الوجع والهموم..
فصل الخريف
تتساقط منه أوراق عمرنا مع طمس هويتنا وقيمنا
لا يمكن للثلج أن يعود أدراجه
بياضه الناصع يبهرنا ولكن لا أمان معه ..
أشجار تعرت وكانت من قبل تسر الناظرين وغذاء وظل فدوام الحال من المحال
فصل الربيع
لم يعد يعنينا
ذبلت وروده قبل الأوان
الأفاعي تختبئء تحت العشب
لم نعد نستمتع بالبساط الأخضر فالتلوث في كل مكان ..
الفراشات اغلبها لونها رمادي تركت ألوانها لما عبثوا برحيق أزهارها
حتى العصافير مات وهج الحياة فيها فلم تعد تسمع لها زقزقة ولا تغريدا
الهواء العليل هرب من حبل المشنقة .
الكل رحل دون مشيئته ..
لم تعد تستهويه ألوان قزح فمصيرها الزوال
حتى خيوط الشمس سرعان ماتختبيء تحت الغيوم كأنها في فصل شتاء دائم ..
لم نعد نرى الندى على الأزهار ..
قتلنا دودة القز التي تنسج أغلى الأثواب التى تستر عيوبنا
ويحل فصل الصيف
ماذا سنحصد بعد سنين القحط والجذب
سنابل صفراء خاوية
جف نهر الوفاء والرحمة من القلوب
الفلاح نائم فوق كومة التجاهل
يحتضن مخدة الخوف من المجهول
إنما نشكو بثنا وحزننا لكاشف الهم وغافر الذنوب
عجبي على حياة نتباهى فيها بالمعاصي والعيوب
بقلم جليلة فريدي
من المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق