هستيريا.
سحر وجهك الملائكي أغدق على الكون شعاعا سرمديا راسخا ...وأوصال بوحك مقبور بين ألواح النعوش وزمهرير الرحيل..
وإنقبرت الشظية بين الحسرة وهستيريا الإحتمال...بين رقرقة الصوت الداجي على ضفاف الوادي الكبير..وضفائر وجدائل... وخفقة قلب موجوع...
فساد الأمكنة...وصدى هسيس الأشجار النائية الغليظة يسدل على المكان قفرا...ووجعا...وطعنة صمّاء..
مازال محتفظا بٱخر كنوزه التي ترصد بنود المعاهدات ...رسالته المهترئة...التي مازالت تستقطر دما ودموعا...كان التسديد على بعد خطوات ...صبي يعبث بتراب العبور...وضفاف المعابر...يحمل حفنة من ثراه الفقيد...ينثر عبق التراب عطرا على مساحات الضنك وهستيريا الفضول...يحمل شحنة أمل مطموسة بين شغاف الفؤاد المكتوي بنيران العساكر ونياط قلب مفجوع...
أقلام الزينة...ودفاتر..وقبّعة حمراء..مكاسب صغيرة أغرقها العسس في طحالب الوادي العميق..وغسلتها مياه التوبة الطهور...كان قريب جدا...ترادفت الخيل الملطخة بأوحال السهول...تراقص ذئاب السعير...وتهادن فحيح الأفاعي وتهزم الرعود...
إنبعج جسده متكوّرا بين الصخور النائية النابتة على صحن الوادي...تلقّفه بيده الحانية الصغيرة...يسكب رحيق الحياة في جسد ثاو.. ذوت حرارة أنفاسه...ولطمت الاوحال بهاءه...الأخ هو شذى رباني مقيم...وبستان وحاضنة...وألم مكتوم ..إحتضنة بحنو وحنين..وأقعده مستويا على ظهره...يسابق نشوة الرحيل...وترانيم اللحن البعيد..
هاهو الفجر يهلّ من جديد.. يحاصر الأمكنة الموبوءة المتقيّحة ...المغرقة في النسيان...ويسدل على ضفاف المكان برادي العشق والثورة...وينير العتمات الهاربة...من غبار السنين..
صحاري قاحلة تحيط بالمكان...وجند مدجّجون...وطفل ثائر يحمل فخرا وأملا...وشعاع يغمر المكان..
الكاتب:محمد محمد
رووعة🌷
ردحذف