دمعٌ ساقط
أكمل دربك أيها الدمعُ في الحزن
فكلُ أوصال الدروبِ معك دانية
أمضي كما أنتْ سقطٌ من العينِ
فلا الدارُ أرضاكَ و لا الأيامُ راضية
هذا المر زمني و الموتُ هو موتي
والسماءُ مع الأرض لحزني حانية
فلا تعتذر من سيدة الطعنِ إنما
إكتبْ على الجدار الضمائرُ فانية
إجعل بكاء الحجارة هي وصيتكَ
الأخيرة فالأيامُ كلها باتت قاسية
حررني من قيد أسركَ و إهجرني
مالها عيوني بالدمعِ تبقى ساقية
مالها تلكَ القلوبُ التي أكرمناها
تحقدُ علينا تبقى بحقدها حامية
هاك اليدين كبيضُ الثلجِ ببرائتها
كالملاك أنا أحلمُ بالأحلامُ الراقية
أسيرُ فوق الغيمِ بغيثُ المطر
أبحثُ عن فراشةٍ عطرها زاهية
أسكبُ نخب الفراقِ من هزيمتي
و خمرةُ نهدِها من الصدرِ جارية
أين تلك التي عشقتها و أغرقتني
فأين تلك التي قالت أنا باقية
مالها تلك الأيامُ تكرهنا و تهينُ بنا
مالها أرواحنا تبقى ببكائها غاشية
كيفَ يغدرون بالقلبِ و يرحلون
و أرواحنا بحبهم مازالت راجية
يا من رمى بهذا القلبِ رماحهُ
و طعن و كم طعنُ الرماحِ دامية
قدرٌ و كأنهُ كسيفِ المسلوطِ علينا
راح يذبحُ و يهدرُ بدمائنا السارية
يا حب قل لمن أحببناهم بأننا
من بعدهم أمواتٌ و عيوننا باكية
و الشوقُ قد أهلكنا على الغياب
ظلماءٌ ليالينا بها أحزاننا خافية
تلك المشاعرُ التي أورثتنا العذابَ
تباً لها كم جعلتنا نكتبُ بها قافية
قصائدٍ من وجع الحبِ نشتكي
و هل لأوجاعنا هناك آذانٌ صاغية
قلوبٍ ما بقيت ترحمُ بجراحنا و
تداويها و لا لطيبِ قلوبنا واقية
الويلُ ثم الويلُ لمرِ هذا الزمانِ
فكلُ الأشياءِ قد باتت فيها عارية
الطِيبُ مدعوسٌ و الشرُ محروسٌ
فيا لأعمارنا المتعبة فكم هي بالية
أحببتها حتى الموت فألقتْ بقلبي
للأحزان و قالت أنا لست بشارية
أنا سيدةُ الجنونِ و السراب ألهو
بغبار الأعاصير ِ و الرياح العاتية
فحالكَ حالُ الفقيرِ لا مالٌ ولا جاه
لا ببيتكَ خدمٌ و لا ذهبٌ بخابية
فأتركني ياسيدي بما الحلمُ أغواني
أنا بدارُ الشيطانِ كعبدةٍ و جارية
قلتُ يا وجعي كيفَ هي تحسبني
رخيصٌ و أنا أحسبها جوهرة غالية
فأكمل دربكَ بالرحيلِ يا أيها الدمع
ففي الرحيلِ غربةٌ أُخرى بنا راسية
فلا الحب أرضى بنا و أسقانا مائهُ
ولا الحبيبةُ يوماً بندمها كانت آتية
ارحل إلى حيثُ روحها تلهو فرحاً
و ابكي على جرحي للسماءِ العالية
مصطفى محمد كبار
حلب سوريا في 20\9\2022
رووعة🌺
ردحذف