نبض نخلة: الجائزة//الكاتب إدريس الزياتي

الجمعة، 26 أغسطس 2022

الجائزة//الكاتب إدريس الزياتي


 مسابقة_اقرؤوا_لتكتبوا

التحدي_الأول: أدب البحار

عنوان_القصة: الجائزة 


لا زالت تلك الكلمات ترن في أذنيه ،كلما  أرسله والده في أمر ما، لا يأتيه بما يسره  ، لا طائل    من ورائه  و إن كان الشيء المطلوب أمام عينيه،  أيس  من الاعتماد عليه  في   أي مساعدة ممكنة   حتى ظن أن به     عمى   جزئي ينتابه في بعض  الحالات،  طفق يفكر  ،  بمتحنه  بطريقته كي  يتأكد من الأمر   قائلا .   هل ترى  السماء،  نعم  الحمد لله إنها لا زالت موجودة  وغير مفقودة،


 تعود سماع تلك اللازمة  لوقدر  لك الذهاب إلى البحر لوجدته قد جف ،لا يعرف من البحر   لا   اسمه ولا رسمه   كيف هو هذا البحر هل فعلا  لا يجف، فالمعنى  الذي فهمه  من والده  أن البحار لا تجف  ولكن  أن ذهبت أنت إليها سوف لن تجد لها أثرا.


 أي نحس هذا الذي  يكون قد  أصابني، هل  تلك الهفوات   و الهنات الصغيرة   في الفصل  كأن أضرب   أحدهم وهو لاه  فلا يدري من الفاعل  ، أو أسرق أغراضه، أو  اكسر  ممحاته أو مسطرته  عنوة   قد  تفعل بي هذا؟ 


  ثم أي  عملاق هذا    المسمى بحرا وقد رأيت  بأم عيني تلك  الوديان الهادر ة   في فصل الشتاء والتي  تجرف معها كل ما  طالته لقوتها الجبارة ، تصبح  في الصيف كأنها لم تكن ؟ هل في الأمر مبالغة  أم أنه فعلا  كما يقول والدي ، يا للعجب، ألا  تود رؤية  هذا البحر لترى لتكتشف بنفسك هذه الحقيقة  المعجزة ؟

 ،

 يلتقي  والده بأحد معلميه  فيسأله  عنه  غير مبد ما في نفسه من قلق حول نظره، فيثني المعلم عليه  قائلا  إنه  تلميذ مهذب . لم  أجد فيه ما  يبعث على القلق لكن  جميل أن يسأل الأب عن ابنه يتابع     خطواته الأولى،  هل هو مهذب أو مشاغب، حركي أم كسول،  كيف تتطور شخصيته هل  هو خجول  إلى الحد الذي لا يستطيع معه الكلام أم  جريء  لا يهاب شيئا، كانت كلمات المعلم      تجعل الوالد  يطير فرحا من ما يسمع   يزيد احترامه له وتقديره  يوصيه  به خيرا ثم ينصرف  عنه، فوقت المعلم  محدود وعليه أن   يستغل الوقت بين  الحصص الصباحية والمسائية أحسن استغلال   ما زالت أمامه  كثير من الأغراض  عليه  اقتناءها  ليعود  بسرعة إلى عمله   ، ود لو فاتحه في موضوع ابنه في  تلك السيارة  التي اقلتهم  من البلدة إلى السوق لكن لم يجد   الفرصة المواتية.


  فرح  بما   سمعه من معلمه ثم قرر أن  يشتري له محفظة ، تلك التي لا يمتلكها إلا أبناء المعلمين  وأبناء الأعيان   وهم معدودين على رؤوس الأصابع، فكيس بلاستيكي  يفي بالغرض  سيما  عندما     تتصل الأرض بالسماء    بماء منهمر  لا  تتوقف  الليل ولا النهار، ففي بلدته  القابعة بين الجبال  تسجل الأمطار أعلى النسب على مستوى البلد كله.


 كانت فرحة  فريد  بالهدية   كفرحته بملابس العيد التي ينتظرها هو وإخو ته  سنة كاملة . لم  بفارقها  طرفة عين حتى أنه تشبث بها تشبث الغريق  بمنقذه،  كلما   قام فزعا من النوم  تحسسها بيده  ثم غاص في نوم عميق علت الابتسامة  وجهه في الصباح وهو  ينظر إليها   قام مبكرا ، لم يجلس على الما ئدة كعادته يلتهم كل شيء  بل أسرع قبل  الوقت إلى  المدرسة َ والبشر يعلو وجهه الطفولي .


الكاتب

إدريس الزياتي

26.8.2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حروف من الألم//الكاتب فوزي سليم

 #حروف_من_الألم: كيف يكتب القلم.!؟  ما أشعر به من ألم...  على جثث تفجرت ثم صارت رمم......  لم تجد من يخرجها فدفنت تحت الردم. ياأمة تفرقت وتش...