الأحمق
كان لدى أحد الأشخاص الذي يعيش في البادية قطيعا كبيرا من الخراف ، وكان يعيش هو وأسرته من بيع منتجات القطيع من حليب وأجبان وفراخ الخراف وكان يشعر بسعادة كبيرة عندما يأخذ قطيع الخراف إلى المراعي ، وكان لديه كلبا وفيا يساعده في حراسة القطيع.
وكان في إحدى القبائل المجاورة شخص آخر تعرض قطيع الخراف لديه إلى هجوم الحيوانات المفترسة ، مما أدى إلى دمار القطيع لديه ، فتأجج الحسد والتهبت الغيرة في نفسه حينما إلتقى بالصدفة بالشخص الذي يرعى الأغنام في البادية بالقرب من قبيلته. فذهب إليه وقال بصوت منخفض فيه نغمة نفاق وكذب بارك الله بقطيع أغنامك كيف تمكنت من تنمية القطيع بهذا الشكل ؟ فأجابه صاحب القطيع كل يوم أخذ القطيع إلى المرعى وأعتني به جيدا واحرسه بشكل جيد فسأله الرجل الحسود وكيف تؤمن الحراسة الكافية ، فأجابه صاحب القطيع أقوم بحراسته شخصيا ويساعدني بذلك كلب وفي.
فأجابه الرجل الحسود سأدلك على طريقة جيدة للحراسة تؤمن لك حراسة ممتازة وتريحك شخصيا من الحراسة ، فسأله صاحب القطيع وما هى هذه الطريقة ؟ فأجابه الرجل الحسود: اذهب إلى البرية واحضر فرخ ذئب واطعمه جيدا وحين يكبر يصبح وفيا كالكلب ويكون قويا في حراسته القطيع من خطر الحيوانات المفترسة ، فاقتنع صاحب القطيع بذلك ، بسبب حماقته وقلة خبرته ، واحضر ذئبا صغيرا واعتنى به ، وخلال ذلك كان الكلب الوفي الذي يحرس القطيع ينبح على الذئب الصغير ويحاول طرده وكأنه ينبه صاحب القطيع على الخطر القادم من هذا الذئب. كبر الذئب ، فقام صاحب القطيع بإبعاد الكلب ليرتاح من طعامه ،ووضع الذئب بدلا عنه في الحراسة .وفي أحد الليالي ذهب الذئب إلى قطيع الذئاب وعاد معهم إلى قطيع الغنم وافترسوا عددا كبيرا من الخراف وفروا بعيدا بما فيهم الذئب الذي اعتنى به صاحب القطيع. واستيقظ صاحب القطيع في الصباح وشاهد الكارسة الذي وقعت بالقطيع. فتألم كثيرا وندم على أبعاد كلبه الوفي عن الحراسه ، حيث لا ينفع الندم ، وذهب يبحث عنه لإعادته لكي يحرس القطيع من الحيوانات المفترسة ، فلم يجده.
الكاتب
آصف إبراهيم زغبور
4.8.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق