نبض نخلة: الشيمة والغيرة العراقية//الكاتب صالح العطوان الحيالي

الخميس، 4 أغسطس 2022

الشيمة والغيرة العراقية//الكاتب صالح العطوان الحيالي


 الشيمة والغيرة العراقية 


قصص من واقع العوائل البغدادية القديمة قصص واقعية جرت فعلا ...  

طفل يتيم عاش في بيت من بيوتات بغداد أيام الأربعينات من القرن الماضي كبر الطفل وأصبح صاحب البيت يعتمد عليه في كل شيء . وفي يوم من الأيام أراد صاحب البيت أن يزوجه وكلما يذهب لفتاة لخطبتها يصطدم بسؤال منين أنت و شنو أصلك فيعتذر أهل الفتاة  وفي يوم تذكر صاحب البيت أن هناك بنت يتيمة حالها كحال الولد فعرض عليه زواجها فوافق الإثنان وتم بناء بيت صغير لهم فرزقه الله منها بخمسة أولاد وبنتين وأصبحت حاله جيدة ... في يوم ما قال لها أم فلان أنا أريد حج بيت الله فوافقت وعندما حان يوم الرحيل إلى بيت الله خرجت معه إلى باب البيت وفي يدها طاسة ماء لتسكبها تحت قدميه وهذه عادة أهل بغداد وقبل أن يغادر قالت له أبو فلان هذه دنيا وإذا أنت تأخرت أو صار عليك  قدر أني وين أروح أنت مقطوع بك وأنا مقطوع بي فقال لها اذهبي إلى أبو الخيمة الزرقاء وهنا يقصد الله سبحانه وتعالى . عاد الحجاج من بيت الله وهو تأخر بسبب مرضه  وبعد ستة أشهر تماثل للشفاء ... عندما تأخر الرجل عن العودة ونفذت المرأة مصروفها وبدأ الجوع يؤثر على الأطفال تذكرت كلمته اذهبي إلى أبو الخيمة الزرقاء ... خرجت إلى السوق تبحث عن صاحب الخيمة الزرقاء فقصت عليه قصتها فقال لها وصلتي ارجعي إلى بيتك ويأتي المسواك والمصروف ولا تخرجي من بيتك إلا أن يأتي زوجك واوعز إلى ابنه أن يتبعها ليندا بيتها وعاد أم لا عربانة مسواك بحيث لا تحتاج أي شيء وأوصلها إلى بيتها  وأعطاها مصروفات يومية واستمرت هذه الحالة يوميا إلى أن عاد زوجها ... تماثل زوجها للشفاء وعاد إلى بغداد وفي عقله ألف حساب ماذا أكل الأطفال وماذا عملت أمهم وما أن وصل البيت حتى وجد أطفاله وجوهم منورة ونظيفين فقال لزوجته ماذا عملتم ومن أين لك المصروف فاجأبته بكل أمانة وقالت له أنت قلت لي اذهبي إلى أبو الخيمة الزرقاء وأنا نفذت كلامك قال لها أني أقصد الله لأن الله ما يغفل عنكم ... قالت له اصبر ولا تستعجل بعد قليل يأتي المسواك .جاء ابن صاحب المحل فتبعه ووصل إلى صاحب وقال له عمي أني زوج المرأة التي أنت تفضلت عليها والآن ماهو حسابك بعد الشكر والتقدير ... انتفض صاحب المحل وقال له أتريد إهانتي هذه المرأة أرسلها الله إلي وهذه هدية  الله لي أن الله لا ينسى أحدا أبدا .وكل ما قدمته من فضل الله وليس من فضلي .. هذه الشيمة العراقية الأصيلة نسأل الله أن تعود مرة أخرى.


الكاتب

صالح العطوان الحيالي

4.8.2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هي أمي//الكاتب محمد العكري

هي أمي  سبب وجودي ورفيقتي ومن رسمت طريقي    في هامشي وحياتي  كم عانت لأجلي كم تعبت لتربيتي هي أمي  حبيبتي وَعُمْرِي إنها أنفاسي  وُلدتُ فرحم...