نبض نخلة: المفاجأة//الكاتبة طيغة تركية

الخميس، 4 أغسطس 2022

المفاجأة//الكاتبة طيغة تركية

 المفاجأة


كان لديه أسلوبا مميزا، ذو طابع خاص،جاد في عمله ،عادل في احكامه،عند دخوله لأول مرة إلى العمل وجد صعوبة في التأقلم مع من حوله لكن سرعان ما انسجم ووضع طريقة للوصول إلى قلوب الجميع بإبتسامته العريضة وبتواضعه حتى وصل درجة الحسد، بدأ حينها يغوص في عالمهم المجهول والمليء بالمتاهات وعلامات الاستفهام،

اذا حاول معرفة شئ يجد الشبابيك موصدة امامه وحتى اذا سأل لماذا .....؟ يجدها هي الأخرى تنتهي بعلامة استفهام تقابلها علامة تعجب.

بقي إلا أنه في كل مرة يجد نفسه محاصرا بين مجموعة مجهزة تعمل بكل قواها جاعلة من نفسها قضبان في وجه تحقيق العدالة وتطبيق القانون،فهو مند دخوله لم يلاحظ سوى قرارات تعسفية تجسدها اوراق ممضية بأختام ظالمة.

يرجع إلى نفسه يعاتبها على تطلعاتها التي أصبحت عائقا في وجهه ، يوبخها ويطلب منها العدول عن كل هده المبادئ التي اتخدت حيزا من كيانه لكن الواقع يرفضها، يصرخ تارة وبعمق شديد وفي لحظة من صمته ظنا منه أنه وجد حلا لمشكلته بالسكوت والتغاضي يتخذ الظلم وفي شكله الموقر قرار مفاده الطرد من المؤسسة.

تمت مصادرة منصبه وقيدوا لسانه، فخرج و مطأطا رأسه وكأنه مرتكب جريمة 

شربوا نخب حقدهم الذي صار لا يتسع اجسادهم، لقد ارسلوه الى الشارع وهو يجر خيبته ويتجرع مرارتها،تجاهلوا أن الحق واحد من الأشياء الجميلة التي يمكن للمظلوم أن يراها شمسا وأن الجلوس على كرسي الظلم هو نار تحرق الظالم ونور يضيء طريق المظلوم.

بقي لعدة شهور وهو يتصارع مع نفسه معتكفا من غير طعام ولا كلام، لايملك ما يسد به رمق عائلته انه الجوع الذي لا يستطيع مقاومته وأولاده صغار، لقد ضاقت به الدنيا ووقع في شركها.

في نهار أحد الأيام بينما هو جالس يلاعب ابنته الصغرى فإذا به يسمع طرقة في الباب نهض مسرعا ليرى من الطارق لقد وجد ساعي البريد وبيده رسالة ، سلمه اياها راح يفتحها بسرعة ،اقتربت امه منه وقالت : خيرا يابني... فقال:والفرحة تعلو وجهه الحمد لله ...الحمد لله...لقد عينوني مديرا في شركة ويجب علي أن أذهب حالا،خرج في اتجاه المكان المقصود وعند وصوله وجد كل العمال في انتظاره ،صفقوا لحضوره كثيرا ،استلم مكتبه وكان له أول يوم في الشركة وهو في غاية السعادة ، لقد عوضه الله خيرا فيما لحقه من أذى لان الحق والصبر آخرها فرج. 


الكاتبة 

طيغة تركية

4.8.2022



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هي أمي//الكاتب محمد العكري

هي أمي  سبب وجودي ورفيقتي ومن رسمت طريقي    في هامشي وحياتي  كم عانت لأجلي كم تعبت لتربيتي هي أمي  حبيبتي وَعُمْرِي إنها أنفاسي  وُلدتُ فرحم...