نبض نخلة: الحذر يقيك الضرر //الكاتبة إيمان النشمي

الخميس، 4 أغسطس 2022

الحذر يقيك الضرر //الكاتبة إيمان النشمي


 الحذر يقيك الضرر


وصلت الطائرة إلى مطار بغداد فجراً

نزلت هي تشع نوراً بذلك الكوستم الأنيق الأبيض وقميصها الأسود بربطته على عنقها تليق مع جمال شخصها وعينيها البراقتين تبحث يمينا ويسارا على صديقتها.

  أخيراً التقت عيناهن فصرخن فرحاً وأشتياقاً تعانقتا مودةً

وهناك جانبا كان ينتظرها أحد الأشخاص متخفي بنظارة شمسية

بعد إستلام الحقائب غادرن المطار إلى بيت الصديقة هدى. بهذه اللحظات صاحب النظارة الشمسية تابع سيارتهن وعرف العنوان الذي ستنزل به أماني

بعد يوم من أرتياح أماني من عناء السفر اقترحت على صديقتها هدى أن تتجول بشوارع بغداد لأنها بأشد الشوق لها

كان اقتراح هدى أن يكون المكان المقترح مجمع الأسواق وافقتها أماني على رأيها وأنطلقا حتى أنهن تعبن من عناء التسوق أخذن قسطا من الراحة لشرب القهوة بأحد الكافتريات وهن جالسات متمتعات بجلستهن

وصل اتصال من زوج هدى ليخبرها أنه مشغول جدا وترجاها أن تأتي بأبنتها من المدرسة.

أستأذنت هدى من أماني وقالت لها انتظريني هنا وسأرجع سريعا.

وهي جالسة تحتسي قهوتها لوحدها وإذا بشخص يفاجئها كان يراقبها طول الوقت من بعيد

تقدم وسألها أن تسمح له بالجلوس معها!

تلعثمت خجلا لما رأت به من جمال الحديث انجبرت أخلاقها أن لاتمانعه وبكل أحترام انحنى لها احتراما وقبل يدها ثم جلس

أجمل طريقة استعملها أنه يعرفهاحق المعرفة وسألته بأستغراب ومن أين لك تعرفني؟

أجابها أنا صديقك على (الفيس بوك) اسمى (رجل الأوهام) أخذت أماني وقفة بتفكيرها وتذكرت فعلا قالت تذكرت لكن ليس بصورتك الحقيقية.

عرّفها على نفسه وقال اسمى الحقيقي (علي ) 

قالت له تشرفنا أستلطفته وتحدثت معه بعد ذلك قال لها لديَّ موعد ويجب أن أغادر الآن ولكن أحب أن التقي معك مرة أخرى لوحدك ولي كلام كثير  لو تسمحي لي والآن يجب أن أغادر صافحها وذهب.

بعد دقائق وصلت هدى وابنتها وجلسا معاً لمدة قصيرة ثم أنطلقا إلى البيت.

بقى يشغل بال أماني ذلك الشخص وماذا يريد منها ومن هو؟ وكيف عرف بوصولها  إلى بغداد؟ 

وفي اليوم التالي طلبت من صديقتها هدى أن تتركها تخرج لوحدها حيث أنها أوصلتها لنفس المكان الذي كانت به قبل يوم ولنفس الكافتيرياهات بعد جلوسها بدقائق هلّ عليها ذلك الرجل صافحها وقبل يدها بنبل. 

أماني كانت ذكية جدا. بعدما جلس وبدأ بالحديث وعبّر عن مشاعره التي كان يخزنها بقلبه طوال الفترة التي مضت وقال لها أنه يعشقها ومتعلق بها ويتمنى أن تقبل الزواج منه ويسافر معها.... أستغربت أماني لهذا الحديث وطلب منها أن تسمح له بالخروج معه مرة أخرى وأيضا تكرر حديثه عن العشق والغرام وأنه متيم بها وأنه كملاك يحب إنسان صدّقت به بعض الشيء 

تكرر اللقاء به وكلامه الجميل لاينتهي ولاينقطع حتى أنه بأحد الأيام اقترح لها أن يؤسسا مشروعا باسمها ويدر عليهم أرباحا وكانت هي تسمع ولاتجيب

لم يبق لأماني للرجوع سوى يومين وفي اليوم التالى قبل موعد سفرها بيوم التقت به وسألته سؤال شغل بالها كثيرا

كيف لك عرفت بيوم وصولي لبغداد؟

أجابها نعم أنت كتبت لصديقتك على منشورك انتظريني سأصل بهذا اليوم وبهذه الساعة إلى بغداد وأضاف أنا كنت بانتظارك قبل وصول الطائرة.

وهنا حصل لها ردة فعل كبيرة بينها وبين نفسها

وبعد ذلك ألح عليها أن تترك له أموالا لينفذ المشروع فأجابته لاتحمل هماً وأن النقد الذي

بين يديها لايكفي وليس لديها مالا بالبنك وأنها ستسافر ولكنها لم تحدد أي يوم لموعد سفرها.

أيقنت أماني إن هذا الشخص أحد النصابين على صفحات التواصل الإجتماعي 

ثم ودعتها صديقتها إلى المطار وعادت لغربتها التي هي أفضل لها من تلتقي بمثل هؤلاء.

 أخطاء صغيرة دون قصد توقعنا بأخطاء كبيرة الحذر يقيك الضرر


الكاتبة 

إيمان النشمي

4.8.2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هي أمي//الكاتب محمد العكري

هي أمي  سبب وجودي ورفيقتي ومن رسمت طريقي    في هامشي وحياتي  كم عانت لأجلي كم تعبت لتربيتي هي أمي  حبيبتي وَعُمْرِي إنها أنفاسي  وُلدتُ فرحم...