رجل شهم
لاحظ حسان أن العاملة حميدة أم سعد وهي عاملة جديدة
لاحظ عليها حزن عميق
شغله الأمر لكن لا يريد أن يسألها أمام باقي العاملات
في العادة كل يوم تقوم إحدى العاملات بتنظيف وترتيب البيت البسيط الموجود في طرف المزرعة وعمل طعام الغداء
قال حسان لحميدة
يا أم سعد اليوم أنت تعملي طعام الغداء اذهبي للبيت
ذهبت حميدة للبيت
وبعد دقائق تبعها
ولما دخل البيت
وجدها تنظر إلى لوحة جدارية وتبكي
كانت اللوحة تحمل صورة طفل جميل بعمر خمس سنوات
لما أحست بدخوله أرتبكت وحاولت مسح دموعها
قال لها لماذا بكيت لما رأيت صورة الطفل
التفتت إليه وقالت ذكرني بأطفالي
أطفالك
ماذا جرى لهم
قالت أخذهم مني أبوهم منذ ستت أشهر لم أرهم
هل أنت منفصلة
نعم
أليس من حقك الحضانة
كيف أخذهم
ياسيدي الحضانة تحتاج مراجعات للمحاكم
وأنا وضعي لا يسمح
أمي امرأة كبيرة وأخي عمره عشرين سنة في الكلية
يا سيدي قد يتبادر إلى ذهنك أن سبب طلاقي
هو خلل كبير أو قضية مخلة بالشرف
كل ماهنالك هو الفقر والبطالة
التفت لها قائلا
أم سعد اعتبربني سندك لا تهتمي سوف أعمل ما في وسعي
سترين سعد ورهف قريبا إن شاء الله
فقط أعطيني عنوان أبي سعد.
أعطته العنوان وخرج
في المساء ذهب حسان إلى بيت أبي سعد
طرق الباب
فتح الباب أبو سعد
سلم حسان على أبي سعد بحرارة وكأنه صديق حميم
أبو سعد مستغرب رد سلامه ببرود وتلكؤ
بادره حسان
يارجل ألست ابن عرب
أنا ضيفك مافي تفضل
فقال أبو سعد تفضل تفضل
دخلا وجلسا في غرفة الضيوف
قال حسان لأبي سعد أكيد تسأل نفسك من أكون وما هو سبب الزيارة
يا أبا سعد هل تكره الظلم ولا تتمنى أن تلقى الله ظالم
قال أبو سعد ولو أني لا أعرف مناسبة السؤال أقول ليس هناك أحد لا يكره حتى الظالم يكره الظلم
قال حسان
يا أبا سعد هل تدري أنك ظالم
قال أبو سعد العياذ بالله ماذا تقول يارجل
في هذه اللحظة دخل سعد ورهف إلى غرفة الضيوف
قال حسان
يا أبا سعد هؤلاء أطفالك منذ متى لم يرو أمهم
أليس حرمانهم من أمهم وحرمان أمهم منهم ظلم
ألم تكسر خواطرهم وخاطر أمهم
قال أبو سعد وما شأنك أنت
قال حسان شأني أن الله أمرنا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر
هذا تكليف إلهي وتكليف ضمير وتكليف إنساني
قال حسان لرهف عمو رهف أين أمك
قالت بعفوية أمي هناك بعيد أنا أحب أمي
أخ أبو سعد أعرف أن سبب الافتراق هو سوء الحالة المادية وحضور الشيطان
شوف أبو سعد أنا ليس لي مصلحة دنيوية في السعي لحل هذه المشكلة لكن ضميري وأتوخي وجه الله
أنا جاد في السعي لحل هذه المشكلة بقدر ما أستطيع
أول درجة في سلم الحل هو أن تعمل معي فأنا أحتاج لسائق لتنزيل المحصول والقيام باحتياجات المزرعة
أعتبر نفسك وكيل عني في إدارة المزرعة
أم سعد تعمل معي في المزرعة وعرفت منها المشكلة
ولكن قبل كل شيء أسألك بالله ومحمد رسول الله أن ترجع أم سعد
قال أبو سعد يصير خير
قال حسان غدا في الصباح آتي لأسلمك السيارة
في الصباح ذهب حسان إلى بيت أبي سعد وطرق الباب خرج أبو سعد فقال له حسان اجلب الأطفال لكي يأخذوا فسحة في المزرعة
ذهبوا إلى المزرعة
وكانت ام سعد تقوم ببعض الأعمال في البيت ولما سمعت صوت السيارة خرجت
وكانت المفاجأة لها
لما نزل سعد وأخته من السيارة رأو امهم
ركض سعد وارتمى في حضن أمه وتبعته رهف
وكان مشهد مؤثر من البكاء
لقد تأثر جدا أبو سعد
قال حسان لنذهب
قال أبو سعد إلي أين
قال حسان نذهب مشوار
ركب كل من حسان وأبي سعد والأم والأطفال وأنطلقوا
إلى أن وصلوا الى بيت أم سعد
ونزلوا وقال حسان لام سعد نريد أن نشرب الشاي من يدك
دخلوا إلى البيت ولا يدري أبو سعد ماذا يدور في رأس حسان
لما رأى الأطفال جدتهم هرولوا نحوها واحتضنتهم وهي تبكي
قال حسان
أريد أن أتصل بالمأذون لإتمام عقد الزواج هل لديك مانع
قال أبو سعد على بركة الله
نادى حسان إلى أم سعد
يا أم سعد من فضلك دقيقه
أبو سعد يريد ارجاعك هل لديك مانع
قالت لا
وعادت ام سعد إلى بيتها بكل فرح وسرور
الكاتب
علي جابر الگريطي
4.8.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق