حمل و ذئاب
أن المهاد بزفرة ترمي الشرر
تزجي البروق الراعدات بلا مطر
و الكون ضاق فضاؤه فكأنما
بين السماء و أرضنا سم الإبر
و الفجر خاصمني لأحيا غارقا
في بهمة ما للنجوم بها أثر
لتصيح من أنات صدري مقلتي
و تفيض دمعا بالعويل قد انهمر
أبكي البراءة في عيون أغمضت
من بعد ما شخصت و فارقها البصر
أبكي الأماني قد غرست بذورها
لأرى ثمارا أينعت عند الكبر
أبكي و أبكي لوعة فانا الذي
في كل ركن كان لي معه خبر
في غرفتي كانت بداية قصتي
لما استهل بصرخة وقت السحر
وهناك اول لمسة في ضمة
و سعادة الدنيا بيوم منتظر
أذنت في يمناه ثم بأختها
أتت الإقامة فالتزم درب الظفر
و هنا بداية حبوه و هنا خطا
و هنا طربت بنطقه لما ابتدر
في كل ركن بصمة أحيا بها
و تموج في عقلي ملايين الصور
حتى انتهيت للحظة قد أظلمت
فيها الحياة و حملت معنى الكدر
قد سار يلهو و الصغار بحينا
لكنه ما عاد و الرعب انتشر
فطفقت أبحث في الشوارع كلها
و أسائل الأشجار أين هو القمر
حتى وصلت لخربة في جوفها
حوت الجرائم و الرذائل لم تذر
فبدأت أصرخ و الجنون يضمني
و القلب من هول المصاب قد انفطر
ابني لا تترك أباك و قم بنا
هيا فأمك ترتجي كحل النظر
ابني ما لك لا تجيب أما ترى
حالي ترق له جلاميد البشر
لكنه هيهات يلقي مسمعا
فالروح قد فاضت و ودعت الغير
و الجسم بات ممددا يحكي لنا
موت الضمير لمارق فينا فجر
قتل الصغير و نال من أعضائه
من أجل رجس من دراهم تنتظر
فضممت ابني بل ضممت بقية
و القلب يصرخ نبؤوني من غدر
رباه انزل بالقلوب سكينة
فلك القضاء و إنني أرضى القدر
رباه و اكتب للذئاب مذلة
قبل الممات و يوم حشرهم سقر
الكاتب
علي كمال النبراوي
26.8.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق