أما يعتريك الوجد؟
ســمـوتُ بـأخـلاقـي وبــيـنَ سِـمـاتي
وأنْـبـأتُ عـن حـسني وعـن قَـسَماتي
تـرى الـمجدَ مـمهوراً بـختمي وعِزتي
مــؤنـقـة فــــي رونــقــي وصــفـاتـي
أنـا الـضاد مـا ضـاعت مباهج أحرُفي
ولــو هُـجـِرتْ فــي ضـيـعةٍ وشـتـاتِ
بـرائـحـةِ الـرَّيـحـانِ عـبـّقتُ أغْـصُـني
عـلـى ضـفّـةِ الـغُدرانِ فـي صـفحاتي
وأسـقيكَ مـن شـهْدي كُـؤوساً عَذُوبةً
وبـالـعـطرِ زهْــراتـي بـــدتْ عـطـراتِ
ومــا وسِـعتني الأرضُ رغـم اتـّساعِها
ولـكـنـنـي مــــا ضـِـقــتُ بـالـسـمواتِ
وأبــدو كــأنَّ الـخلدَ ريـقِي وطُـعمتي
وعــذْبـي وأنــهـاري وطــعـمُ فُــراتـي
وجـزتُ بـحورَ الـعلمِ لـم يُـثْنِ قـاربي
عـــبــابٌ ولا فـَــــظٌّ مــِــنَ الـعـقـبـاتِ
وشُـيّـد لــي حـِصـنٌ مـن الـذِّكر نِـعمَهُ
أُحـَـــصـّــنُ أولادي بـــِــــه وبــنــاتــي
وكــمْ مـن عُـداة سـاءَهم مـا بـِقلعتي
وقــد هـاجـموني بـئسَ فـِعل عـُداتي
وشـنـُّوا لـهـا حـربـا ضـروسا وهـدَّمُوا
مـعـاقِـلَـهُـم مِــــنْ شـِـــدَّةِ الـظُـلُـمـاتِ
فـعـادوا سُـكـارَى مــن نـقـيعِ هـزيـمةٍ
أُسَـــارَى بـقـيـدِ الــحُـزنِ كـالـجـمراتِ
ولـي هـيجةُ الأبـطالِ بـالسّجعِ أقبلَتْ
تـُـجـلِّـي مــلِـيَّـا مــــا فِــعـالُ كُـمـاتـي
تـراهـم وقــد سـلـُّوا الـيـراعَ ولـوَّحوا
بـمـصْـقـولِـهم ذبَّــــا عــــن الـكـلـمـاتِ
أمــا يـعـتريكَ الـوجـدُ شـوقا لـجنتي
وأنــت بـعـيدٌ فــي لـظى الـحسرات؟
تـناديكَ نـحوَ الـروضِ عِـندي خَمائلي
فـيكيفَ ارتـضيتَ الـمُكثَ عـنْدَ أنـاةِ؟
أتـنسى لـيالي الحبِّ في عشقنا الذي
سـكـبتَ عـلـيه الـدمـعَ فـي الـخلواتِ
فـــهــلَّا تـــذكــرتَ الــلــقـاءَ بــركــعـةٍ
سمَتْ بالخشوعِ الحلوِ في الصلوات؟
فـنُلْ حـيث شـاء اللهُ مـن كـلِّ روضةٍ
لـغـيـري وفـــارِق ريـشَـتـي ودواتـــي
سـتـرميك أقــواسُ الـحـنينِ مُـشَـغَّفا
وتـــأوي إلــى أيـْكـي وفــي وكـنـاتي
الكاتب
الحسن عباس مسعود
30.8.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق