عشوائي
يستيقظ كل يوم في روتينه المعتاد، لا يستطيع شرب كوب شاي بمزاج، يرتدي ملابسه سريعًا، يهرول إلى المترو... ما إن يصل حتى يطلب من الساعي أن يأتي له بسندويتشين فول وطعمية وأصبح لا يطلب فدقائق من دخوله للعمل ويأتي الساعي بالمطلوب، يمضغ مضغًا آليًا ويشرب دون استساغة لأي شيء ويمضي الوقت الممل التالي في حركات عشوائية من تسلم واستلام لأوراق العملاء حتى يحين وقت الانصراف يعود مرهقًا رغم أنه لم يفعل أي عمل بدني!
ينتظر يوم الجمعة بفارغ الصبر يصحو متأخرًا يستمتع بالمياه الجارية دون استعجال لأي شيء يستمتع بالنزول لشراء الطعمية الساخنة والباذنجان والفول ويتمهل في تجهيز هذه الأشياء وفي الخلفية صوت أم كلثوم عودت عيني على رؤياك يعتقد أنه يتلذذ بمضغ الطعام والشعور به مختلفًا... يسعد في يوم الجمعة بارتداء الجلباب الأبيض استعدادًا للذهاب إلى صلاة الجمعة؛ يحاول أن يأخذ زادًا يعيته على تحمل أيام الأسبوع وهكذا تمر عليه أيام الأسبوع كطاحونة تهرس أيامه ويراها تتفتت أمامه، وقبل أن يفهم فحوي هذا المسحوق تذروه الرياح في عجالة دون أن يحتفظ بشيء منه.
الكاتبة
سوسن رضوان
4.8.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق