ثقب في القلب
بينما وقوفي بجوار المقعد الأمامي.. صعدت سيدة خمسينية تحمل في يدها حقيبة وتبدو في انتفاخها وكأنها حُشيت بكثيرٍ من الأشياء ، بجوارها طفل في السابعة من عمره ، يرتدي بنطالًا واسعًا ووجهه أصفر وعيناه زائغة، أخرجت من حقيبتها ورقة ...أخذت تقرأ على مسامعنا قصته( مريض بثقب في القلب )
ستجرى له عملية مكلفة، وهي تعيله وأربعة آخرين ولم تجد ما تدخره لضيق اليد هي تتقاضى معاشًا من وزارة التضامن الاجتماعي ولا تحصل على دخل آخر.. جنحت بجوار راكب الحافلة المتأنق وأعطته الورقة، سألها:- ماذا تفعلين بالنقود ربما تكونين نصابة ؟!
أخرجت تليفونها وأعطته رقمها وقالت:- هذا عنوان المستشفى واسمي مدون لديك وابني( اسمه أحمد مجدي محمد ) زوجي طفش من سنتين ..حضرتك أكتب رقمي عندك ومتطلبهوش، كل واحد عايز يساعدني يدون اسمي ورقمي ويسأل عني هناك،
فجأة الكل أخرج هاتفه وبدأ في تدوين رقمها وأثناء ذلك يقف من حين لآخر ولدها بجوار كل واحد ،
حين يراه جانبه ... يمسح على رأسه برقة وحنان .
هكذا صارت الحافلة تشتغل على الأرقام ، كانت محطتي متأخرة، رأيت كيف صار تعاطف الركاب معها بكل دقة ؟! جاءت المحطة، هبطت من الحافلة إذا بي أحد الركاب الذين قاموا بأخذ رقمها لم يجدوا هواتفهم النقالة ،
وصار هرج ومرج مع السائق وكأنه أذنب لسماحه بركوبها.
الكاتبة
وفاء عبد الحفيظ
4.8.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق