الشاعر المخذول
في صبيحة يوم فيروزي دافيء... نهض باكرا ليتفقد جعبة هاتفه النقال... اسرع متجها صوبها.. وما تكون قد تركت له... فبالأمس اتفق معها ان غدا يوم جمعه.. وهو ديدنهم في الذهاب الى اكبر تجمع ثقافي فني كل يوم جمعه.. في اقدم شارع عريق... ببغداد... وجدها تاركة له رسالة تقول فيها... قد اسبقك في الوصول الى المكان.. فقد وردتني دعوة خاصه الى حضور حفل تكريم لصديق... سيكون لي داعما في اعداد حفل تتويج قادم لديواني(شاعري...معي) والذي انت كنت لي فيه مرشدا مصححا داعما ومنقحا... وبفضلك سوف اصدره.. فلا تقلق وحاول الحضور بسرعه... استأجر سيارة اجره..دون ان يتناول افطاره راغبا ان يتناوله معها في مطعم(كبة السراي).. وهرع نحو المكان... مخترقا جمهرة غفيره.. فوجدها منتشية تتراقص خفيه مع الانغام والطرب الذي كان يضج به المكان... قرر ان يبقى متفرجا في اول الامر... شعر انها في عالم لم يعهدها فيه من قبل.. شبه ثملة يكسوها غرور غريب.. بقي يراقبها عن بعد عساها تلتقط من بين فخذيها هاتفها النقال الذي اوشك على السقوط على حشائش المكان... لتتفقده او تتصل به... لكنها كانت في عالم آخر... شعر بالخيبة.. وضياع كل شيء.. وايقن انها دخلت عالم الغرور المقيت... ولاعودة لها صوب شطره... فلقد وجدت لها قبلة جديده... ولن ينفع معها الغفران... انسحب بهدوء تام...يسحق بين اسنانه كعب سيجارته التي انطفأت...و يجر وراؤه آماله التي اجهضت... يلعن حظه... ويمقت ما حل به...فضاع هباء منثورا.. وهو يتمتم في نفسه بيت الشعر المعروف:
اعلمه الرماية كل يوم
فلما اشتد ساعده رماني
وقد علمته نظم القوافي
ولما قال قافية هجاني
(قصه واقعيه)
بدون رتوش....
الكاتب
محمدكريم البديري
4.8.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق