طاقة مستنزفة
مستسلم في سكون، في ظلمة وعتمة دائمة،
يزعجني يرهقني، يتفحص جسدي كل دقيقة، يشعل الأضواء فيستنزف ما تبقى في جسدي من قوة ، ينتظر مني أن أستجيب، يحاسبني على ذنب لم أقترفه، يقسوا عليَّ يقربني وحين لا يجد عندي ما يريد يُعرض عني
كل ذنبي أني وسيط أنقل له حركاتها، سكناتها، كلماتها المعسولة
لماذا يحاسبني على صمتها، ليس لدي ما أقوله، لم تخبرني بشيء ، لا أعرف مكانها أو ماذا تفعل، يطالبني بالحديث ولكن ماذا أفعل فأنا ناقل فقط لما يدور بينهم
ومدام أحدهم غائب فلا أملك غير الصمت
أعرف أنه يتألم، وينتظر مني إشعار منها
لكنها لم تتواصل معي منذ فترة
آراه قد ذبل وكثرت نوبات بكائه ونحيبه
آراه مهزوما بعدما كان لا يفارقني
ويُسمعني معسول الكلمات وهو يغازلها
فترتد الكلمات آهات وتنهيدة منها
كنت شاهد على قصة حب فيكتوري
إلى أن قررت هي الصمت ومنذ ذلك الحين
وهو يموت أمامي ببطء ولا أستطيع مساعدته فأنا لا أستطيع فعل شيء إلا من خلاله، أختفت ابتسامته، شحب وجهه،
رويداً رويداً يتلاشى
ها هو يقترب مني ثانية عله يجد عندي ما يُحيي آماله من جديد
لكن طاقتي نفذت وانطفأت أضوائي وتحولت لقطعة بلاستيكية بلا روح ولا أعرف أن كان سيعيد إليَّ الطاقة من جديد
أم ستنفذ طاقته هو الآخر ويلحق بي إلى العدم.
الكاتب
حسين العربي
2.7.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق