نبض نخلة: بعد فوات الأوان//الكاتب حسين العربي

الجمعة، 1 يوليو 2022

بعد فوات الأوان//الكاتب حسين العربي

 بعد فوات الأوان


لم تكن الرحلة سهلة.. سنوات عجاف.. طرق وعرة.. قلوب متحجرة.. موانئ خاطئة.. 

ترسو على شطآن تظنها النجاة.. تفرغ حمولك.. تلقي أوزارك على عتبة أول من يفتح بابه لك، تتلقفك كمن يتلقف الوليد..

تمسح على رأسك.. تحنو عليك.. تخبرك أن طريقك قد طال وإنك سلكت دروب لم تكن لك.. أهدأ بالاً وقر عيناً.. فقد وجدت ضالتك

فأنا مثلك وأعرف كثيراً عن معاناتك.. وما ضحكاتي إلا محاولة بائسة أخفي بها إحتضراتي.. أنا أشبهك كثيراً أيها الغريب..

أنا من تبحث عنها وأنت من انتظرتك لسنوات.. تهدأ وتظن الرحلة قد أنتهت وإنك أخيراً رسوت على شطآن قدرك..

تسلم، تستسلم.. تمني النفس بحياة جديدة..

تتفتح أوراقك الذابلة تزهر وتترعرع

تعلق أمال وأحلام المستقبل على مشجب مضيفتك..وعندما تظن أن النهاية السعيدة قد حانت وتغدو ضعيف معتمداً على قوتها .. تغدر بك في غفلة.. تسرق أحلامك وأمالك.. تطعنك في صمت وأنت تصرخ في إستسلام.. لقد نالت منك الآن مثل سابقيها.. تعود بخفي حنين إلى الشاطئ

تحمل أوزارك التي تركتها عند الوصول بعد أن تضيف إليها تلك الخيبة ..

تغادر غير مأسوفاً عليك إلى ميناء أخرى..

تتألم تتعذب.. ليال طوال..سواد حالك يغطي سماؤك.. ينال منك الحزن 

حتى ترسو في ميناء آخر وقد سرق منك شهور وسنوات.. سلبت منك روحك وأصبحت أضعف وجاهز لتلقي بضع طعنات أخرى... فـتتلقفك يد جديد.. لتُعيد نفس الكرة.. تطعن وتغدر وتسرق ولازلت لم تستوعب الدرس.. تُثقل حملك أكثر.. وتضعف أكثر.. ترحل مجدداً.. تتألم مجدداً.. يستمر الظلام من حولك إلى أن تبزغ شمس الحقيقة.. لتظهر لك إن العيب لم يكن فيك أو في تركيبتك وأن الحياة لا تعاش بوجه حقيقي إلا مع ربك فقط 

منذ متى ويحضر الممثل بشخصه الحقيقي.. لم يخدعك أحد.. أنت من خدعت نفسك... من نال منك أراد ذلك وقد نجح.. 

فلا تلومن إلا نفسك.. 

تقول في نفسك لقد تعلمت الدرس.. وعرفت كيف أعيش بوجه مزيف أبدل الأقنعة متى شئت وأخفي أسراري وأحصن روحي من الأختراق.. 

لكن مات العزم واستهلكت الروح وشاخ القلب وتيبست القدم.. ولم تعد قادراً على الترحال. 

لقد أكتشفت الحقيقة متأخر جداً 

وما تبقى منك إلا بقايا إنسان 

تنهمر دموعك ساخنة لتحرق البقية الباقية من روحك، فـتعلن استسلامك، وتعي وقتها إنك 

قد خسرت كل فرصك

ولا توجد طرق أخرى للنجاة


الكاتب 

حسين العربي

1.7.2022




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رفقا بالقوارير// الكاتبة إكرام التميمي.

رفقا بالقوارير  واستوصوا بالنساء خيرا ..  هذا قول رسولنا وحبينا  احجلالا لمكانتها العالية  فكفاكم استعلاء أيها الرجال ..   كفاكم قهرا للنساء...