طريق المدرسة
تحتفظ ذاكرتي بالكثير مما كنت أقوم به مع الرفاق على طريق الذهاب والإياب من وإلى المدرسة والذي كانت تحرثه أقدامنا والألعاب والمقالب التي كنا نمارسها مع وضد بعضنا ولم أنسى فنون لطيف الشيطانية مع الرفاق للإيقاع بين الطلاب والطالبات وغزله الهزلي بصوته النشاذ وهو يصدح بالغناء مقلدا فريد الأطرش أو أم كلثوم أو فيروز وكم كانت عشتارالجميلة وفينوس الرقيقة يخشيانه بالرغم من طيته ومرحه فيحتميان بي ويتعلقان بساعدي وهنا يتصدى له جبور وتنشب المعركة ولا تنتهي إلا بحجرين ارميهما على قدميهما وتبدأ المطاردة وقصف الحجارة حتى نصل إلى مفترق يذهبون هم من طريق إلى قريتهم وأذهب أنا وعشتار من طريق آخر إلى قريتنا وهنا تبدأ معركة جديدة مع عشتار التي تنظر إلي بعينين عسليتين سارحتين في فضاء وجهي وهي تنطق أسئلتها كشلال بارد ينحدر من تلة أعصابي دون أن تترك لي مجال للجواب حيث اخرستني سرعة القول متى تخرجون من هذه المتاهة اللعينة.? متى تتوقفون عن ممارسة هذه الأفعال الشيطانية.؟ متى تخرجون من الظلمة إلى النور.؟ ما تقومون به لا يثمر ولا يشبع ولا يروي عطشا فكروا بمستقبلكم تحدثوا بما يفيدكم تحدثوا كرجال ولا تلعبون وتضيعون وقتكم بألعاب الأطفال
لم أكن أعرف بما أجيبها فقلت اهتمي بنفسك ودعينا وشأننا ولا تخشين شيئا فلن يزعجك ورفيقتك أحد
وفعلا لم نزعجهما بل كنا نكن لهما كل الاحترام والاهتمام فهما الوحيدتين من صبايا هذا الجيل تابعا دراستهما. تذهبان إلى مرمريتا من حبنمرة وعين الباردة سيرا على الأقدام وكانتا أول من حصلتا على الثانوية من الفتيات في القريتين على ما أعتقد فقد كانتا مناضلتين بكل معنى الكلمة في ذلك الزمن
طبعا الأجيال التالية دخلت كل الفتيات المدارس وكان التعليم مختلطا وللحقيقة والتاريخ لم أسمع أو أرى سلوكا لا أخلاقيا نتيجة الاختلاط وبالعكس الاختلاط هذب الأخلاق وعلم الفتيات الاعتماد على أنفسهن والثقة في التعامل مع الشباب والتعايش مع بعض باحترام متبادل
الكاتب
جرجس لفلوف
1.7.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق