نبض نخلة: اشتدت الضربات//الكاتبة إيناس رمضان

السبت، 2 يوليو 2022

اشتدت الضربات//الكاتبة إيناس رمضان

 أشتدت الضربات أصبحت رائحة الموت تفوح من أرجاء المكان، لم يعد هناك متسع من الوقت لملم له ما تبقى من ذكريات وأوجاع وحمل صغاره وزوجتة وذهب إلى المجهول ركب البحر مع العشرات من أبناء وطنه المكلوم ورحل وروحه لازالت هناك في وطن لم يعطي أبناؤه سوى الألم ،وبعد رحلة سفر قاسية وصل إلى المدينة المنشوده هناك حيث الضباب حيث البرودة القاسية ولكن هل هناك ؟ أقسى من وطن يذبح أبناءه ويشردهم ، ترك زوجتة وطفلاه الصغيرين وبدأ يبحث عن عمل ولكن في كل مرة يعود خالي الوفاض ،ضاقت الدنيا به أكثر كلما نظر في عيونهم التي يملؤها الخوف والترقب كلما تأمل ملامحهم التي يسيطر عليها الذعر، لدرجة أنهم لم ينسوا صوت الانفجارات بعد مرور الأسابيع عليهم في مدينة آمنة ولكن ماذا عساه أن يفعل وفجأة لاح في الأفق أمل قادم من بعيد، لقد رآه رسام واتفق معه سيعطيه المال مقابل شيء زهيد لا يهم ماذا يعمل المهم أن هناك مايسد رمق الصغار ذهب مبكرا إلى عمله الجديد ،بدأ الرسام يرسم لوحتة على ظهره الذي ألهبه سياط السجان في السابق وها هو يرسم عليه الآن رسمته التي ستعرض أمام الناس في أماكن عامة تسرب إلي نفسة الوجع الذي أكل ما تبقى من روحه نظر إلى عينا ابنته صاحبة الأربع أعوام، وهي تقول له : أبي هل سنعود يوما إلي وطننا ؟ أغرورقت عيناه وغرس سكينا آخر في قلبه وأجابها من قال ؟ أن الوطن مكان نعيش فيه بل هو يحيا فينا وأشار إلي قلبها الصغير وقال هو هنا داخلك ينبض .



الكاتبة

إيناس رمضان

2.7.2022




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هي أمي//الكاتب محمد العكري

هي أمي  سبب وجودي ورفيقتي ومن رسمت طريقي    في هامشي وحياتي  كم عانت لأجلي كم تعبت لتربيتي هي أمي  حبيبتي وَعُمْرِي إنها أنفاسي  وُلدتُ فرحم...