ماذا عن الوزن والإيقاع
مما لاشك فيه أن الشعر موسيقا وتوقيع قبل كل شيء وليس البحث عن كلمات توافق التفاعيل لتشكل في النهاية بيتا من الشعر وكذلك النظم والتفتيش عن القافية لا يصنع الشعر ولا يخلقان شاعرا والأذن الموسيقية تستطيع اكتشاف الخلل الموسيقي ولا أقول العروضي الوزني والكل يعرف أن الوزن ألصق بالشعر والوزن هو التكرار أو مقياس يعرف به صحيح القريض من المختل وينظم الخصائص الصوتية في اللغةوبالتالي فهو عدد المقاطع في البيت وتكراره من بيت لبيت حتى نهاية القصيدةوهذا ما يدعى بالنظم فهو الشكل الذي يتحدد فيه الوزن كآلية يتم فيها تأليف الكلام على منوال وزن ما يخص بحرا من البحور.. هنا يجب أن نقول ليس كل نظم شعرا بالضرورة ..ما زلت أذكر جارنا الأمي الذي كان يحفظ كثيرا من الشعر ويقول شعرا على السليقة
وماذا عن الإيقاع ؟
الإيقاع: في الأصل هو التدفق والجريان لكن ماهي علاقته بالوزن ماهو التداخل ووجه الإختلاف بينها..فمن قائل بأنهما ليسا مترادفين وإن كان بينهما من التداخل مالا ينكر
ويؤكد الكثير من النقاد أن الإيقاع أشمل من الوزن بل إن الإيقاع يتضمن الوزن أو هو أكبر عناصره فقد يشمل النبر والترخيم وجرس الألفاظ والمحسنات اللفظية والبديع كما أن الوزن ليس سببا للإيقاع وإنما هو نتيجته فقد يكون سريعا أو بطيئا.. صارخا أو هادئا.. مجلجلا أو هامسا ..وفي العروض إذا كانت التفعيلة هي التي تولد الوزن فالبيت كل الإيقاع كما انه ليس عنصرا خارجيا بل هو داخل في صلب بناء اللغة الشعرية كما أنه ينتج عن سلسلة من العناصر اللسانية عن المدّ في الكلمات ونبرات الجمل والهارموني في الجناسات حتى يغدو عنصرا محوريا مسيطرا بتتابع المتوالية الإيقاعية وبذلك يعتمد الإيقاع على التكرار وتتابع المقاطع على نحو خاص سواء كانت أصواتا أو صورا للحركات الكلامية يهيىء الذهن لتقبل تتابع جديد وبذلك يكون الإيقاع ألصق بالشعر وميزة تضاف له وبه يظهر تأثير صوت الكلمات فالمفردة لوحدها لا يحصل تأثيرها إلا بدخولها مع أختها في وحدة إيقاعية وما تثيره فينا من توتر وتوقع ومفاجآت وهكذا نرى أن الإيقاع هو ما يميز قصيدة عن قصيدة أخرى بعذوبة موسيقاها رغم أنهما من نفس البحر الشعري وأنه ليس عرضيا وإنما هو صفة جوهرية في الشعر فلا شعر بلا إيقاع يشدك من قلبك وروحك لتسير مع القصيدة لنهايتها وعلى جناح الموسيقا والإبقاع الخالب تجني ثمرات ما قرأت
الكاتب
عبدالله دناور
1.7.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق