اِرحَـلـي
رحلَتْ و لمْ تأخُذْ معَها أثـرَ
عطرِها و بهجةَ بقايا الشُّموعِ
كانَتْ تتعطَّرُ و تتنسَّمُ دوماً
بجميلِ أثرِها الشَّهيِّ المرجوعِ
رحلَتْ دونَ دُموعٍ و هو ساكِنٌ
في الخاطـرِ كالوردِ المـزروعِ
مزروعٌ هُنا في حنايا الرُّوحِ
المُطربةِ بكُلِّ الأدواءِ والجُروحِ
أضـحَتْ تبحَـثُ عنْ سـكينةٍ
بقلبِها الرَّقيقِ الهَزيلِ المفجوعِ
لا تسلمُ منْ زيفِ الأشخاصِ
و العهدِ المُضطرِبِ المخلوعِ
لمْ ترجَعْ تلكَ الأنثى المرسومةُ
كالفراشةِ في ثنايا كُلِّ الرُّبوعِ
لكنْ لمْ تصمُدْ و لنْ تُجـادِلَ
تيَّاراتِ القلبِ الهمومِ المخلوعِ
ستعيشُ كمُجسَّـمٍ فارِهٍ جذَّابٍ
جمـيلِ الحـياةِ دونَ الـرُّوحِ
تتنقلُ بينَ ضجيجِ الذِّكرى
و القلبِ المطعونِ المذبوحِ
سيَّانَ عندَها جبالُ الحُـزنِ
و إنْ طالَتْ في كُلِّ السُّفوحِ
و سـتضحَـكُ أكثرُ و تمرَحُ
منْ كذبِ الدُّنيا المبحوحِ
الكاتبة
زهيدة أبشر سعيد
30.6.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق