جبينٌ عالٍ
هنا حبٌّ على قلبي ضريرُ
وشوقٌ باتَ من كدري يطيرُ
بوسطِ القلبِ لم تُزرع زهورٌ
فأضحى حيثُ يلفحه الهجيرُ
على عيني فلم تلقوا قميصًا
إذا ما جاء يحملُهُ البشيرُ
تركتُ الحبَّ في وادٍ مهيلٍ
تطفّى الشمعُ وانخمدَ البخورُ
على جدثٍ من الأجداثِ نصبي
به حدثُ الزمانِ هنا يدورُ
فما أقسى اصطكاكَكِ يارماحُ
وما أقسى فؤادَكَ ياغيورُ
من العقبانِ والعيصانِ جرحي
فتُرمى في مقابرِكَ النسورُ
فلا أرثيكَ يابلدي وإنّي
بأرضكَ ما أنا إلا فخورُ
شمختَ بأفقِنا حتى تجلّت
لك الأنوارُ فلتسجد صقورُ
على جلدٍ سقطتَ ولم تبالِ
فقامَ التربُ يلثمُ والصخورُ
بفأسِ العابثين عليكَ أضحت
على ضربٍ تحاميكَ الجذورُ
لكَ النجماتُ في كبدِ المعالي
وللأعداءِ تنبثقُ القبورُ
عرينُكَ ما يزالُ يُهابُ حتى
تولّى الجاحدونَ فذي جحورُ
تُكلِّمهم وتكتبُ كلَّ حسنى
بيانُكَ ما توفِّيهِ البحورُ
أتخشى الهابطينَ وأنتَ طودٌ
فما زلنا بإسمِكِ نستجيرُ
تُحاكيكَ العيونُ فيجري نهرٌ
ويلثمُ ضفَّتيكَ هنا العبيرُ
بما أُعطيتَ من خيرٍ فهذا
إلى بلدي بما أُعطى جديرُ
تعانقُكَ النسائمُ وهي حبلى
ويقفزُ من جداولِكَ الخريرُ
إذا قذفوكَ في اللهواتِ تُمسي
هزبرًا حيثُ يرعبُهم زئيرُ
فإن خالوكَ من حقدٍ صغيرًا
فأنتَ البحرُ والطّودُ الكبيرُ
على غيضٍ اعاديكَ استهلّوا
صياحَهَمُ فقبَّحهم جعيرُ
فإن جمعوا لذلك كلَّ كيدٍ
سيلفحُهُم ببغيهُمُ الحرورُ
نُقشتَ على الزمانِ فصرتَ رمزًا
فما تحويكَ من ثقلٍ سطورُ
فهذا الجودُ ينضحُ في رباهُ
وفوقَ سخائِهِ تغلي القدورُ
من النهرينِ يغسلُ كلَّ شبرٍ
فأنتَ الماءُ والنبعُ الطهورُ
سريرتُكَ التواضعُ وهي ثوبٌ
ستلبسُها وإن يعلُ السريرُ
يُحبُّكَ جعفرٌ يبغيكَ عمروٌ
ويفخرُ في تولهِهِ سميرُ
فأنتَ الأولُ المقدامُ فيهم
فلم يلحق بمركبِكَ الأخيرُ
تُسدِّدُكَ الملائكةُ الغيارى
وذا جبريلُ من بعدُ الظهيرُ
لك القدراتُ ما أبديتَ سحرًا
فقد غطّاكَ بالحسنى القديرُ
فإن عمّوا وصمّوا ثم عمّوا
فأنتَ الرشدُ والقلبُ البصيرُ
إذا تتلى بكَ الآياتُ جهرًا
يكبّرُ من تبتُّلِكَ الزبورُ
وإن غابوا عن التأييدِ جمعًا
فللأحبابِ في الهيجا حضورُ
آلا يا أيُّها الميمونُ صبرًا
فلا تأبه إذا قلَّ النصيرُ
الكاتب
سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري
1.6.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق