نبض نخلة: غرابُ قابيل//الكاتب سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري

الخميس، 30 يونيو 2022

غرابُ قابيل//الكاتب سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري

  غرابُ قابيل


لم يبقَ إلا معصمي وسواري

لم يبقَ إلا في الجوى إيثاري


كفَّنتُ من قبلُ النجومَ ولم أزل 

في الّلحدِ أدفنُ بعدهنَّ نهاري


أجترُّ من ألمِ الحياةِ مواجعًا

وألوك من جزعٍ بدا كالنارِ


وخسارتي نُقشت وهُشِّمَ مَهيَبٌ

وَجَمَعتُ في هذا اللظى اصفاري


علَّقتُ منهمكًا تصاويرًا بدت 

سوداءَ أٌمسكُها بغيرِ إطارِ


وكتبتُ في قلبِ الزمانِ قصائدي 

وجعلتُهُ الديوانَ من أشعاري


وتواترت آهاتُنا وتجسَّدت 

عزفت كما يبدو على الأوتارِ


لملمتُ أيامي لأملأ جعبتي 

ورميتُ ماضيها على أبكاري


واصفرَّتِ الأيامُ حينَ ظهورِها 

فقست وأبدى الوهنُ في اخضيضاري


ونبذتُ بعضَ هناتِها وفتورِها 

وطفقتُ أخصفُ من أوانٍ عاري


ما الدارُ تبقى والمساكنُ تنمحي 

والناسُ يُسعدُها خلودُ الدارِ


والوصرُ أصبحَ ميتًا وبعهدِهِ

دُفِنَت بكذبٍ حُظوةُ الأوصارِ


وغرابُ قابيلَ المواري، للورى

درسًا لنا في القتلِ كيفَ نواري


أَنُصِرُّ في حفرِ القبورِ لبعضِنا 

فلقد سفكنا هيبةَ الآصارِ


طمرَ الزمانُ تطلعًاتٍ فاختفت 

فالدهرُ مجبولٌ على الإطمارِ


وهناكَ في الزمنِ البعيدِ تساوقت

كلماتُ أجدادي ولبُّ حواري


وجلستُ أرقعُ للجدودِ مدارعًا

فلبستُها لكن بلا أزرارِ


وفررتُ من وجعٍ قديمٍ فابتدا

عهدٌ تواشجَ في الضرابِ الفاري


ولَيجهلنْ هذا الزمانُ بأهلِهِ 

ولَيفعلنْ فعلَ القضاءِ الساري


وهناكَ في النُصُبِ العتيقِ تلاعبت 

أحلامُ قومِ من جني الأوزارِ


وكبيتِ ذاكَ العنكبوتِ تمنُّعي

وهنا كأطلالِ الديارِ وقاري


وتمسَّكت كلُّ الخطوبِ بكعبتي  

وتعلّقَ المكروهُ في أستاري


وجلستُ أحصي بعد أطولِ معركٍ

ما بانَ مني في الوغى أضراري


هي هكذا تمضي الحياة وإنّنا 

متنقلونَ على جناحِ قطارِ



الكاتب 

سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري

30.6.2022




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رفقا بالقوارير// الكاتبة إكرام التميمي.

رفقا بالقوارير  واستوصوا بالنساء خيرا ..  هذا قول رسولنا وحبينا  احجلالا لمكانتها العالية  فكفاكم استعلاء أيها الرجال ..   كفاكم قهرا للنساء...