فنجان حبيبتي
صباح حبيبتِي ..صباح الأرجوانِ
تغلِي فنجانَ قهوتِي على نارٍ وشوقٍ ودخَانٍ
تنثرُ عبقَهَا على الصِّينيَّةِ ما ألذَّهُ من فنجانٍ !
لا أريدُ صباحِي من غيركِ يا أجملَ أغنيةٍ ...
يا أجملَ عصفورٍ يغرِّدُ على غصنِ البانِ ...
يا شرودِي يا ذاكرتِي والهذيان
أبدعِي في صنعِه وتأنًّقِي ... كما تتأنَّقينَ في وضعِ المكياجِ .
.كمَا ترسمينَ بمخيِّلتِي أجملَ امرأةٍ في تاريخِ النِّسيانِ
وتعطَّرِي عِطراً فرنسيَّاً..
فشذَى عطرِكِ فِي صدري مدفونٌ..
وانشرِي من حولِي مسكاً وعنبراً وزعفراناً...
لأرتشفَه بهدوءٍ وسكونٍ ...
أتحسَّسُ أنفاسَكِ في دخانِه بحبٍّ وجنونٍ ...
لأتأمَّلَ خلجاتِ روحي لسنين...لساعاتٍ..
لدقائقَ...لثوانٍ
ها هي حبيبتِي...
ها هي رفيقتِي...
ها هي صديقتِي...
أرجعتنِي طفلاً..
ببرائتِها خلفَ جدرانِ قلبِي أنا مسجونٌ ..
غزلتُ لها عقداً ...وسِواراً
فهيَ بقلبِي درٌّ مكنونٌ
أيا شمسَ الظَّهيرةِ لا تطلعِي ..فأنا بحبِّها مفتونٌ مفتونٌ
ولفنجانِ قهوتِها أتوَّقُ
ويعصرُ في قلبِي أوهاماً وشجوناً..
سكَّرُها تضيفُه على قهوتِي
ما أطيبَه..فأيُّ فنجانٍ يكونُ؟! وأيُّ عبقٍ مسكونٌ ..؟!
وأيُّ فراشاتِ حبًّ بينَ أزهارِي وبين أوراقِي
تنثرُ ألوانَها بتألُّقٍ وفنونٍ..!
وأيُّ أغانِي فيروزَ في الجوِّ السَّاكنِ الثَّائرِ ..
يعثرُ عليَّ في أشواقٍ وشجونٍ؟!
سمراءُ أنتِ حبيبتِي ..
سمراءُ أنتِ حبيبتِي ..
سمراءُ كقهوتِي أنت عشقتُها كعشقِي لكِ
ففيكِ وحدكِ أستنشقُ عبيرَ السُّهوبِ
في شطِّ البحارِ وبحرِ الرِّمالِ
في المجرَّاتِ
في السَّكناتِ والشُّرقاتِ في بنفسجِ الغروبِ ..
رفقاً مولاتِي رفقاً ..
فعينِي مازالتْ في هواكِ ذاتُ أرقٍ وشحوبٍ..
فأنا أهوَى قهوتَكِ ..
أعشقُ عبقكِ .. يا فنجانٌ في نهري مسكوبٌ ..
في موانئِي وأعماقِي ..
يا ذنبٌ عنه لا أتوبُ ...
فالقهوةُ منكِ تغارُ، والسُّكرُ من حلاكِ يذوبُ ..
فنجانٌ ما عرفتْهُ العرَّافاتُ ..
فنجانٌ ما قرأتْهُ العرَّافاتُ ..
فأشواقِي تغوصِ وتغوصِ وأنا منْه كلِّي ذنوبٌ..
فيا حبَّاً أبديَّاً ... يا حبَّاً سَرمديَّاً ..
يا عِطراً يتوهُ في كلِّ الأصقاعِ في كلِّ المتاهاتِ في كل الدُّروبِ..
الكاتبة
فاطمةنورالدين
29\6\2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق