مع الفراشة
رقصتْ على وتر الجمالِ فراشتي
وتنقلت في الروض ما أبهاها
وتمايستْ كلُّ الغصونِ لسحرِها
وتعطرتْ تهفو إلى لُقياها
ظهرتْ عليها حلةٌ ذهبيةٌ
وهجٌ من الأنوارِ قد جلّاها
ووقفتُ أنظرُ للفراشةِ حائرا
قدرُ الفراشة في الورود هواها
وبدا النسيمُ مداعباً أعطافها
وتراقصتْ ع الغصنِ ما أحلاها
وأنا أهيمُ مع النسيمِ ملاحقاً
لفراشتي الحسناءَ طابَ هناها
فأنا الذي حسدَ الفراشةَ طِلْقُها
ووعيت ُأني فاقدٌ مسراها
يسريْ الفراشُ فلا سياجٌ مانعٌ
وحدودُها مرجٌ على مرآها
وأنا أبيتُ بوخزةٍ بينَ الحشى
فحدودُ نفسي قد يضيقُ مداها
وأرى الفراشَ معانقا أسرابَهُ
ويهيمُ بالغصن الندي خُطاها
أفراشتي تتنقلين بهيبةٍ
وبعزةٍ شتانُ أن ألقاها!
فلِما تعذّر أنَ أكونَ مصاحبا
رقَّ الجناحِ أطيرُ مثلَ هواها
فأرافقُ الأطيارَ في حضن السما
وأطيرُ نحو الشام نحو رباها
وليحتضني الرافدانُ أولو السخا
وليحتضني في العراق صداها
أنا من فلسطين الجريحةِ صرختي
وهنا يبادُ الحقُ إن دوّاها
وهنا بلادي كلّ يومٍ صعقةٌ
وتردت الأحوالُ من بَلواها
وتردتْ الدنيا وزاد بلاؤها
وحمى الوطيس وزاد من ينعاها
فلربما يأتي الصباح بسعده
ليقولَ يا دنياي آن رضاها
سيزول كل الآثمينَ وظلمُهُم
سنعودُ لفلسطين نحمي حماها
الكاتبة
هدى مصلح النواجحة
30/5/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق