تقلَّبَ القلبُ
تــقـلـّب الــقـلـب لــمّــا أهــلـُـه ألـِـمــوا
وأوْجستْ نفسُ من جاسوا وما فهموا
مــن أيّ صــوبٍ يـجـيء الـهمُّ مـُنطلِقا
إنْ لـــمْ يـَسُـقْهُ عـلـى أعـقـابِه الـسَّـقَمُ
أشَـــرُّ مِـــن وطــنٍ عــزَّ الـصـديقُ بــِه
مــا قُـطِّعت عَبثَــــا فِي أرٰضِهِ الرَّحِمُ
إذا ابْـتُـلِـيـتَ بِــقــومٍ لا خـــلاقَ لــهـم
مِــن نـُصـرة الـحـقِّ فَـانْـفِرْ إنـّهـم بُـهُمُ
الـراقـصـون عــلـى أنـغـامـهم غَـنِـمـوا
والـبـاذلون صـفـاء الــروح مــا سـلموا
بـالباطل الـمُرِّ قـدْ صـاحتٰ حـناجرهُم
والــحـقُّ كـــان فُـراتـا لــمْ يـذقـْهُ فَــمُ
بكلِّ خيرٍ لــهـم ســـــــــــالـتْ غـدائـِرُنا
ومــا سـعـتْ لأذاهـم فـي الـمدى قـدم
وكــم حـبـاهُم مــن الأفـضـالِ مـكْرُمَةً
وعـمَّـهـمْ بـالـهُـدَى فـــي رَبْـعـِنـا كَـــرَمُ
لــمـّـا قَــدِرنــا ادَّعوا زيفــــــا مـحـبـتنا
فـــإن تــولَّـوا عــلـى أعـقـابـهم نـقـموا
صـمُّوا عن الشكرِ في عندٍ وفي صلفٍ
وعــن بـديـعٍ رأتْ تـلـك الـعيونُ عـَمُوا
قـد يُـعذَر الـمرء عـند الجهلِ إن بدرتْ
مـنـه الـرزايا فـمـا عُـذرٌ وقــدْ عـلموا؟
مـــا بـال حـزني بـشط الـقلب يـرتطم
مـن بـعـد مـا غـمغم الإعـصار والـديم؟
مـــلَّ الـمِـدادُ مــن الأوجــاعِ وانسكبت
من الدواةِ دمـــــوعٌ خانَهـــــــــــا القلمُ
يــبـدو الأســـى كــشـرارٍ حـيـن نـألـفُه
لـكـن إذا مــا جَـنَـى الأهـلـون يـَحْتَدِمُ
وكـــــادَ يُـهـلـِكُـنـي مَـــكْــرٌ بـِفِـتْـنـتهِم
لــــولا فــــؤادي عــلـى أركــانـه بُــهَـمُ
ولــيـس يُــدرِكُ مــن يـرجـو مـنـازلتي
أن ســوف يُــدرِكُه مــن سـعْـيِه الـندمُ
أنـا الـذي لـم تـزل فـي الأفْـق أمـنيتي
تـطـير فــوق الـفضا تـزهو بـها الـسُدُمُ
وطـلـعـةُ الـشِّـيَـمِ الـشَّـمَّـاءِ مــا بَـلـِيَتْ
ولـــيــس تُسْـقِـمُـهـا الأدواءُ والــهــرمُ
أوجس وقع في نفسه خوف
جاس تردد فيها بالإفساد
يسق مجزومة من يسوق
لا خلاق لا نصيب
بُـهُمُ جمع بهيمة كل ذوات أربع ما عدا السباع
فانفر اترك وابتعد مسرعا
غدائر جمع غدير النهر الصغير
حباهم أعطاهم بلا جزاء
صلف تكبر وعجرفة
بدرت صدَر َ
الرزايا جمع رزيئة أو رزية وهي المصيبة
بُــهَـمُ رجلٌ لا يُدرى من أين يُؤتى لشدّة بأسه
يدرك يعلم
يدركه يلحقه
سدمُ جمع سديم وهو تَجَمُّعُ نُجُومٍ بَعِيدَةٍ تَظْهَرُ وَكَأَنَّهَا سَحَابَةٌ خَفِيفَةٌ، أوْ
بُقَعٌ ضَعِيفَةُ النُّورِ
أدواء جمع داء
هرمُ الكبَر والضعف
الكاتب
الحسن عباس مسعود
13.3.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق