بقايا امرأة
نثرية
في وقتٍ مَصلوب على جِذع اللَّيل
في غُرفَة مَأهولة بالآلام
صُورُ حائِط تَتَجرَع آهات الوحدة
کانَت تَجلِس بالقُرب مِن الشُرفة
شُرفَة يَتسلل مِنها صَدى الذکريات
يتمَدد الکلام على صَفحاتِها
تنسِج ذکرياتها قَصيدة
مِن وراء قُضبان المشاعر
جُنون الماضي تائِهٌ
في دُروب الليل
على رَصيف الشارع الأمامي
تنتظره وتحتَضِن ملامِح وجهه
تأمل أن تجمَع بقاياهم مِن جَديد
کَي تَنجو کالتائِه في ظِل الصَحراء
يَبحَث عَن ظِله خَلف الشَمس
ولا تجِده إلا بينَ رحابَة کتِفيه
کانَت ليلة رمادِية
تَرسُم التَجاعيد على وَجهها
والساعةُ تقفِز والدروبُ تَسيل
والمارَّة يتسللون إلى المَنافي
والدموع تتراکم خَلف النوافِذ
لم يأتِ ولَن
قالَت وَ لَن
کَيف للوعود أن تأخُذ ملامِحَ اللاشيء
أن تُعانِق أسئلة مَسلوبة الإجابات
کَيف تعبُر الطَريق وَحدها
خُطواتها أصبَحَت هَزيلة
لکن إذا ما عادَت وحدها
ستفقِد جُزءٌ مِنها مَع کُل خُطوة
سَتَضيع في الزِحام
لا شَيء يُضيء الطَريق أمامها
قَد کان مُبللاً بالغُموض
والرِياح تُعانِق ما تَبَّقى مِن أجزاء
عادَت روحها إلى عُزلتها
لَم يَبق لها مِنه سِوى
ذکريات يحتضِنها التَعَب
وَهمٌ أسقى الروح بأمل اللقاء
لَم يعُد ثمَّة أحد
وجَف لحن الکلام
وفي الروح ندوبٌ غائِرة
تتَساقَط کالأوراق على الصَفَحات
تَطوي أوجاعها کشِبه صَفَحات
تُمسِک حِبال النَجاة وَحدها
وکلماتها هَزيلة ترتَجِف
وَتسقُط ويَنطفئ اللمعان
تَتلاشى هُويتها ويأسِرُها
تَيه الضوءِ في الظَلام
وآمالها تَلِد الحَسرَة
وخُطى الأقلام تحتَ
لمَعان عينيها تشتَعِل
وَتبيع ذکرياتها کلمات
في ليل القَصيدة تَئِنُ
الكاتب
منال مرعي
28.3.2022
رووعة🌺
ردحذف