حوار خلف المرايا
أرني مكان الذّنب، إكباري
قدري أكون وراء أسواري
متجهّما كاللّيل منفعلا
كالبحر في الأعماق أسراري
قالت أأنت اللّيل قلت بلى
شرف عظيم سرّ أشعاري
قالت سوادك غير محتمل
قلت السّواد شعار أستاري
قالت حزينا قلت مبتهجا
هل أنكرت عيناك أقماري ؟
قالت أأنت البحر قلت لها
هو الرّفيق زمان أسفاري
كم هدّدت و عتت عواصفه
و الموت بين السّطح و اٌلصّاري
ذكرى لها في خاطري أثر
لو لا عناية ربّنا الباري
غَضِب المحيط بليلة عظمت
أمواجها من فرط إعصار
باتت سفينتنا تصارعها
كحمامة يصطادها ضاري
رغم الفواجع كلّما طرق
بالي خياله جدّ تذكاري
قالت و هل لي مثل ما لهما
في قلبك الحسّاس من نار
فأجبتها و اللّفظ مرتعش
و الدّمع بين ضفاف أشفاري
لا تسأليني يا معذّبتي
عن ساكن في عمق أغواري
قالت بربّ العرش أسألك
زدني بيانا فيه إشعاري
بمكانتي في شِقّ مضطرب
قد ضاقت الأنفاس يا جاري
قلت الهوى يا جارتي علم
فوق المحيّى فاضح عارِي
إنّي عليل الرّوح من زمن
من طول هجر زاد أوزاري
و كذا خلقنا في مشاعرنا
ميل لما نختار... فاٌختاري
قالت بهذا القلب ملحمة
لم تلتزم بيقين أفكاري
شدّ الحنين عليه قيّده
بوعوده و الحكم إجباري
للذّكريات رؤى لها أثر
لن يمّحي ديوان أخباري
بوركت قد أفصحت قلت لها
حُمّلت عشقا أخت أنصاري
إن كنت بائعة لطالبه
فأنا له يا منيتي شارِي
قالت فما أدراك بالثّمن
قلت الهوى يا بنت أسعاري
ماتت مبادئه إذا خضعت
للعرض في أسواق دينار.
الكاتب
محمد المطاوع
29.3.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق