. قفا نبكي!
قفـــا نبكـي علـى أطلال نبتـه ذكــرى مــــــــن
رحلـوا
فلـم يبقَ ســوى دِمــنٌ شكـت
فـي صمتهـا
المـللُ
فكــم مـرت بهــا حقـبٌ طـــوى أسرارها
الأزلُ
رســومٌ ضمهــا الــوادي وعـانـق عشقهـا
النخـلُ
كسـاهـا الحُسـن تاريخـاً تضـوع ثغــرهــــا
القـبل
ويبقـى الصمـت ُ محـترســـا و يمضي مــع
الهـوى ثمـل
قفـا نبكي ومـا لبكـانا وعــدٌ بـه العــــينين
تكتحـلُ
ضفاف النيـل واحـتُنـا و مـرتـع حُـــــبنـا
الخضـل
ونبـع جمـالها الـدافـق و فـيض عــــزوبهـا
الأســل
خطـوب الدهـر كـم مـرت ولـم تلحـــق بهـــــا
الوجـل
فيمضي الحُزن منصرفاً بعـيـداً نـــــائ
منشغــلُ
قفـــــا نبكــي لـيالــينا وهـــــل فـــــــي ليلــــنا
أمــلُ
يُعـــيد النجــوى فـي ألـــقٍ و يمســــح دمعــــة
المقـلُ
صـدى لحـنٍ نـرددهُ بطمــبورٍ
مــــن الأوتـــار
يُنتشـلُ
كأن الأمس بلسمها جـراحاتي
وليــت جراحي
تندمـلُ
تـذوب الانـة فـي لـيلٍ بآخـره
يغــيبُ السُّهـــد
والعـلل
فكم مـن شاعـرٍ أنشـد قوافـيه معـــبأة لمـــن
رحلوا
وكـم مـن عـازفٍ تُطـرب أناملـهُ جــرف الــنيل
والسهل
قفـــا نبكـي علـــى الماضـي وسفــــــــرِ رائـــع
المُـثل
بحــد الســـيف قـــــــد صـانـت حــياض الـــنيل
والجـبل
وكـم فـي الماضي قـد دُحـرت جـــيوش الإفـك
والدجـل
وكـم فـي الحـاضـر إندلعـت بهــا الــثورات
تشتعـل
فكــم ملكــت نـواصيهــــا وكـــم ضــاءت بهـا
شُعـلُ
قفـــا نبكي علـــى نبتــه وكورتي الســـيف
والسهل
ســــنابك خيلهـــــــا زحفــــــت بفــــيض الـــدم
تغتسل
فــــتلك رفــــاتهــــم أضــحت مـــــزار العــــيد
يا فحل
فـما قــــبلـت جمـــاجمهـــم
عــــبور الغـــازي
منتحل
باسـم الـدين مـدعـيا تحررُها
مــن الظلمــات
والجهل
فكـان المـدخـل المنقـذ وكــان الخطــــب
والجلل
قفــــــا نبكــي علـــى نبتـــــــه علــــى أيامهــــا
الأُول
ويـــا لقـدير إذا ذكـــرت تهُـــز الــــباديـــة
والجبلُ
لترســـــم فـــي المـــدى بُعــــداً لفجــر الــثورة
والأمل
فكــانــت ثـــورة كُــــبرى و كـــان الــوعــــــدُ
متصِل
يقـــــود المهــــدي جحفلهـــــــا
إلــــى العلــــيا
منتقلُ
ومـن شيكـان طلائعـــهُ مضــت
فـــي الزحـــف
ترتجل
فلـــم يُغمــد لهــــا جفـــــنا ولـــم يركُــــن لهــا
نصل
فلــول الغـــازي ميسمهـا ليحصُـد حشـــدُها
القتل
جـــنود الـــثورة لا تــآبــه حشوداً ساقهـــــا
الأجل
قفـــا نبكـــي علـــى كــرري علـى أيامهــــا
الحُبل
فهــل للـدهــــرِ مُنقلـــبا يُعـــــيد الــــذكـــــرى
يا بطلُ
لـــيروي روائعــــا شهدت جُموح الخــيلِ
والأبل
فكـــم مـــن فـــارسٍ أرخـص نفـــيس الـذاتِ
مُرتحل
إلــى العلـــيا قـــد أســرى ولـم ينكـــس لـــهُ
خِـــــــلل
قفـــــا نبكـي علــى نبتـه زمــانٌ عــــابـس
قحل
يمُـس بالضُّـــر مـرابعهـــا بشــيمٍ أصحـبت
خِصل
الكاتب
عمر نعمان
27.3.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق