عاصمةُ الزعترِ والزيتون
قالت
ارسمني لوحةَ حُبٍّ تهواها
قلتُ لها وجهُكَ حيفا
وجبينُكِ ومضةُ نورٍ، بسماءِ الشرقِ تسامى
صَفَدٌ عيناكِ تُسامرُ بدرًا
تسهرُ تحمي
وشموخًا تسمو للأعلى
أشواقٌ تستلهمُ تستحضرُ أحلاما
صدرُكِ عكا
مرساةُ العائدِ من خلفِ بحارٍ
وعطاءَ ينادي
جمجومَ يُناجي وحجازي
يأبى في البلدَةِ إعداما
قلبكِ يافا
يعشقُ فُلْكًا سُفُنًا تجري
تحملُ بخّورًا من قرطاجَ وأنعاما
أنتِ جدائلُ عشتارَ وهيرا
تشتاقُ القادمَ يخطبُ شمسًا
بالدفءِ تُعافي مقرورًا
تؤوي ملهوفًا يتحامى
شفتاكِ البسمةُ نوّارَ اللوزِ غدتْ
ناغت في السفحِ شقائقَ نُعمانٍ
حيَّتْ نبضًا بالقلبِ هفا، زانَ الثغرَ البسّاما
ارسمكِ الوردةَ يحرسُها شوكٌ
رأسًا بمُثلّثِ رُعْبٍ
كنتِ جَنينَ مخاضِ جِنينَ برعدٍ
جاءَ يُكلَّلُ بالغارِ القسّاما
أنتِ خليلي ومقامي، معبدُ إبراهيمَ أبي
كرمةُ شهْدٍ طلْعُ نخيلٍ
نشوةُ عبدٍ صامَ وصلّى
أعلَى التوحيدَ محا الأزلاما
أنتِ الصخرُ يشقُّ الديناميتُ وكفّي
تحتَ الصخرِ ترابٌ
يحضنُ حَبَّا ينمو شجرًا، يتطاولُ أهراما
يا قثّاءً وخِيارًا رائحةً طابا
شَمّامًا يعبقُ بالأنفاسِ ويُنْعشُها
يُثملُ أرواحًا أجساما
يا طِيبًا يَسْكنُ بالحرفِ يُزكّي
رمزَ الماضي والحاضرِ والآتي
عاصمةَ الزعترِ والزيتونِ
وقدسَ العاشقِ أوفاها الإحراما
ما زلتِ رشيقةَ خصرٍ، بئرُ السبعِ تُحمّسُها
وجدائلَ أشواقٍ من غزّةِ عزٍّ
تبعثُ في الأزماتِ الأنساما
جيدُكِ عيبالُ النارِ وكم يحلو
نابُلْسيًّا ماسيًّا
وعصيًّا صاغَ هويَّةَ شعبٍ
رفضَ القسمةَ فالأرقاما
أنتِ العذراءُ وأطهرُ رحمٍ يعهدني
وكذا الإسراءُ يعاهدني
يرحلُ بي بفضاءِ اللهِ يشافي الآلاما
يا لوحةَ فنٍّ في مُتحفِ شِعري
أيقونةَ سِلْمٍ وسلامٍ
ترتيلةَ أمنٍ وأمانٍ
عُودَ الفلّاحِ يشقُّ الأتلاما
عُودَ النّدِ وعَوْدَ العزفِ يُرفرفُ أعلاما
أهوى خيمةَ عُربٍ أحرارٍ
أبناءِ الربِّ بدَيرٍ
في خَلوةِ عُقّالٍ في مسجدِ إيمانٍ
برحابِ إلهٍ ببلادي
أرسُمُها أبعادًا أشكالا
وأزيّنُها ألوانًا فظلالا
توحي للريشةِ إلهامًا إتماما
الكاتب
حسين جبارة
25.3.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق