صبر البطون
أَيَّا درويشُ قد أحدثتَ صرما
بقلب الثائريـنَ على المتونِ
لقـد ذَكَّـرْتَ أحيـاءً بـذكـرى
تَرجُ الارض من خمصِ البطونِ
ولـو أنَّـا صَدقنا القول كـُنا
نُلام على النياحةِ والحنينِ
لقد أيقظتَ مَن نَاموا بقولٍ
يَهز القلب بالدمع الهتونِ
ذكرتكَ رغم أنك في عيوني
فقد صِغتَ الحقيقةَ باليقينِ
غلاء العيش نغص مقلتَيَا
ودمع العين يجري في سكون
عصافير تزقزق في حشاتي
وتعـزف كـل أوتــار اللحون
فقد أودى بها خطبٌ وخطبٌ
وخطبٌ بعد خطبٍ كالشطون
وإسـراف يلـوم الزهـد فينا
فيـا أواه تُعـزَفُ بالأنيـن
أصبـرًا قـد تصبـرنا وذبنـا
وضاق الصدر حتى بالبنين
مطالب تستجد كـأن بحـرًا
من الأمواج تعصف بالجبين
ألا يـا ليت إفطـارًا بجبـن
وبعضِ الخبز بالمـاء المعيـنِ
تركـنا اللحم والبط افتـراءًا
وعاد المش يعصف بالبطون
ألا يـا لحـم لـو تأتي بـدهن
ويُجلى الوهم بالحق المبينِ
ولو يرعاك طرف العين حتى
تسر بك المناظر فى عيوني
أنام على عصافير تغني
على أوتار لحن من شجوني
وكـان العـز فينا ثـم ولى
وحل مكانه الداء الدفينِ
أبعـد البط والأطيـار مـشٌّ
يشد البطن يقطع فى وتيني
يصول الدود فى الأمعاء عمدًا
ويأكل بالشمال وباليمين
تمـر النائبات ونحـن ندري
مرور السوء حينًا بعد حينِ
ولـو أن الزمـان يعـود يومًـا
لكـان العيـش أرغد بالوضين
وكان القصد فى الإسراف أولى
من التبـديد في جنب الطحين
لقد طلقت ذاك العيش رغما
على ما كان من رأي رصين
أبنت الدهر حسبك ما لقينا
فبيني أيهـا الأيـام بيني
كفى يا نفس إفطارًا بخبزٍ
وجزءٍ من لقيماتٍ لَجِينِ
الكاتب
موسى وحدالله
29.3.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق