نبض نخلة: صراعٌ صامت//الكاتب سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري

الاثنين، 28 مارس 2022

صراعٌ صامت//الكاتب سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري

  صراعٌ صامت


مسَّنا الضرُّ والبلاءُ الخطيرُ

كأكأَ العيشُ واستبدَّ الأميرُ


إنّنا سائرونَ وسطَ دُجنِ ظلامٍ

إنَّنا جاهلونَ كيفَ ذاكَ المصيرُ


إنّنا قاعدونَ لم نوافِ حميرًا

نفشَ اليومَ في الحياةِ الحميرُ


ضحكَ الكلبُ وابنُ آوى وهرٌّ 

ضحكَ الفأرُ فاستغاض البعيرُ


مالنا كلَّما نغرسُ حُبًّا

يُزرعُ الموتُ والفنى والقبورُ


قل لنا يا قريني لماذا؟

هدَّمَ الكوخَ ما بنتهُ القصورُ


ما الذي أوقدَ اللهيبَ بقلبي 

حيثُ أزَّ الجوى وأزَّت قدورُ


هذهِ الأرضُ لا أشمُّ جذورًا

اعصوصبَ الهمُّ واستُبيحت جذورُ


إنَّنا الفاقدونَ في الحياةِ صباحًا

أظلمَ الفجرُ واستضامَ النورُ


لفَّنا الضيمُ مثلَ لفِّ رداءٍ

عسعسَ الدهرُ مذ سجى الديجورُ


قاعُها النازلاتُ فينا جحيمٌ

لمَّنا الهمُّ فاستبدت قعورُ


ما أكونُ الصغيرَ حينَ هبوبٍ

إنَّني لو عصفتَ يازمانُ الكبيرُ


ما ألفتُ الزمانَ يرأفُ فينا 

إنَّ هذا الزمانَ بئسَ العشيرُ


أينما أنصبُ الشباكَ أجدها 

قُوِّظت ثم طيري يطيرُ


غارةٌ جددت بالسهامِ علينا

بعضَ همٍّ ونازلاتٍ تغيرُ


أولُ القومِ ناكصونَ ابتداءً

أولُ القومِ في لقاها الأخيرُ


حولَنا الصمتُ يصرخُ منذُ حينٍ

ما تبقَّى لديه إلَّا الصفيرُ


جانبُ النارِ واللهيبِ كوانا 

إنَّه الدّهرُ والحياةُ الشفيرُ


وكزةٌ هاهنا وطعنُ رماحٍ

واستباقُ الأذى وقلبٌ كسيرُ


عند من مدَّ فوقَ أرضي ظلالًا

عنده تمَّ للورى التدبيرُ


قدَّرَ العيشَ للعبادِ فصرنا 

قانعي العيشِ فاستوى التقديرُ


أي وربي نصبتُ وجهي وقلبي 

ما أنا سرتُ بل فؤادي يسيرُ


أعبدُ اللهَ كم أراهُ جديرًا

إنَّ ربّي لما عبدتُ جديرُ



الكاتب 

سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري

29.3.2022



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطاحونة//الكاتب طه هيكل

 ‏الطاحونة  أيام حائرة  بين أشجار العمر  تتلاشى سرابا  هنا حطت نوارس أيامي  على أغصان تمايلت  أدركها المشيب قبل الأوان وفروع ثكلى يسبقها ا...