أين أنتِ يا أمي
عندما أذهب إلى مقبرة أمي
لا أتمالك نفسي من العزم على فتح المقبرة
لأنام بجوارها لأنني متعطش
لحنانها ...لحضنها ... لطعامها ..
لكل شيء يأتي منها ... من يدها ... عبير أنفاسها
لقصصها وحكاياتها ......
كم كنت أسعد بالنوم على حجرها
آه .. آه وألف آه ... يا أمي
لقد خسرت كل شيء جميل بعد حياتك
فالحياة ليس لها طعم بعدك
لقد نُزعت البركة من كل جوانب حياتي
كأن نورا كنت أهتدي به
وغيابك تسبب في ظلام دامس
يجعلني أسير في طريقي عابس
أفقد الأمل في الحياة فأنا بائس
عودي يا أمي ...ولكن كيف تعودي
إن لن تستطيعين العودة ، فخذيني عندك
فهنا لا يوجد حنانا مثل حنانك
أشعر بالخوف ، فلا أجد مثل أمانك
كل مكان حار وبارد
لا به دفء مثل مكانك
ولا أجد من العطر
مثل رائحة أنفاسك
يا من كنتِ تسهرين الليالي
مشغولة بحالي
تتألمين ولا أبالي
ليتكِ كنتِ على قيد الحياة
ليرتو من حنانك عيالي
لو قالوا أن الدموع تأتي بك يوما
لكنت بكيت طوال عمري دما
في نظري أن يتم الأب يهون
ولكن يُتم الأم يؤدي للجنون
يا من كنتِ تحمليني في الجفون
بعد حملك ورحمتك بي في البطون
مهما كتبت عنك الأقلام و الأحبار
ما وفيت حقك ..رحمك الله الجبار
الله جبار قادر على جبر خاطري
ان يرحمك يا أمي
إن يرسل على قبرك الضياء
يا أول من انطقت باسمي
ما جاء أحد في مكانتك
يا حبيبة عمري
رحمك الله عليكِ يا أمي
أيها النحويون
لقد أحزنني أن أتحدث عن أمي
بكلمة أنت بكسر التاء
فأمي لا تستحق مني الكسر
فإن كسرتها في أنت فهذا هراء
رحمك الله يا أمي في أي أرض أو سماء
واسكنكِ الله يا أمي في جنة علياء
الكاتب
رمضان محمد محمود
20.3.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق