سلامي إلى روح أمي
أحنُ لزمن أمي
لبيت أمي
لخبز أمي
أحنُ لصوت الحياة لصوت
أمي
أمي لأنها أمي
أتنفس رائحة ذكراها
العطرة
أمي يا جنةً كنتُ ألهو بأحضانها
الغامرة
يا شمعةً كانت بطول الليالي علي
ساهرة
أمي كيف قتلوكِ بذاك اليوم و
حولوا كل أحلامي إلى
مقبرة
قد غزت تلك الثعالبُ دياري
الخضراء بغفلة السماء
حتى باتت كل أرضي حزينة
مجرد مستعمرة
أمي ماذا سرقوا بيوم رحيلكِ
من ذكرياتنا قولي
هل سلبوا الروح من أجسادنا
باكراً
حتى غدا الدهر كله عارٌ و
مسخرة
هل حملوا نعشكِ بغضب
الريح فوق الغيم
أم صرتِ لوحدكِ كغريبةٍ
نامت متعبة بطريق
الرحيل
لما فرقتنا الأيامُ يا أمي
لما دائماً أرواحنا عنا
مسافرة
آهٍ يا أمي لقد أحرقوا نجوم
حلمي بموتك
و هدموا جدران الوتين بشرهم
القذرة
أمي يا نبع الحنان كم حملتني
تعباً دون أن تشتكي
أو تكوني حائرة
و كم زرعتِ في دمعي بسمة
أملٍ
يا لكِ من عظيمة لخاطري يا أمي
يا لكِ من مجبرة
فهل ألقاكِ إذا السماء أعدت
رحمة اللقاء بيننا
فأنا محتاجٌ لرائحة قبركِ
الغريب العامرة
رحمكِ الله يا أمي ورحم
أموات الطيبين
فكلنا راحلون من هذه
الدنيا يا أمي
لكن عجبي لشر الناس
كيف يجعلون حيانتا
الجميلة
إلى جحيمٍ و براكينٍ
متفجرة
كيف يقلبون من أجسادنا
القوية
إلى مهالك الأموات فكل أيامنا
مع الظالمين
باتت يا أمي أيامٍ غابرة
مدمرة
إشتقتُ لأحضانك يا أمي
فحياتي صارت كلها من بعدكِ
مبعثرة
ولم يعد يفيد بوح القصيد
بزمن الخيانة
فما نفعُ الصراخِ أمام مرايا
الطغاة
و كل الأحاديث من بعد
موتك
مجردُ أقاويل و ثرثرة
تاريخ الوفاة ٢٠/٣/٢٠١٨
الكاتب
مصطفى محمد كبار
20.3.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق