بين أضلعي
يا أيها الخافقُ المكنونُ في ألمي
كفاكَ اللعبُ بوتر الجرحِ بالحُرمِ
قد أبليتَ كفراً تسوقُ تعب جسدي
حتى أهلكتني بمنافذي الحُممِ
ظننتكَ صبراً بدرب الرحيلِ ترافقني
و إن غدا الكسرُ يطعنُ بحلمي
منذُ متى وأنتَ تعانقُ لوعتي وترسو
بحراً تجرُ ورائكَ خيبتي وندمي
منذُ متى أورثتني زوراً ضحكةَ دوربي
وأجهدتَ بسقوطي جدار السَقمِ
الدهرُ لذني بمرِ كأسهِ و قد أشقى
دوربُ الوصلِ تهدني بغبارُ اللثمِ
يا من يسكنُ بين أضلعي و يهزمني
فمنكَ وجعي يعتليني ألماً بالأثمِ
أنا بثوب الخاسرينَ أرتمي هلاكاً
أعدُ ليالي الضجرِ بتشتت أنجمِ
ُأسابقُ بشهق الأيامِ كآبة مولدي
و سيفُ الطعنِ يذبحُ بجدار لحمي
فهل شكوتَ مثلي لذاكَ الغريبِ
أم نمتَ جرحاً تهدرُ فقط بدمي
حتى أوهمتُ الموت بأني كالغيمِ
أتونسُ مع الريحِ ببؤس الألمِ
لا دارٌ يشرقني راحةٌ في حزني
و لا الأقدارُ تصونُ بجدرانُ الهرمِ
أجولُ صحراء دنيتي بجرحي معتزلاً
كالغريبِ الساقطِ بتعب الثملُ الردمِ
و قوافلُ النملِ ترممُ في ثباتي عظامي
تتسابقني لغدِ الجريح أيام الشُئمِ
وتلكَ الرمالُ التي أثقلتْ بخطى قدمي
ما لها تجرني ورائها كداءُ الورمِ
أتحسبني من بقايا الأمواتِ الثكالى
قد ناموا هالكينَ كتماثيلُ الصنمِ
أم تراني قد ورثتُ من مرُ الأيام سوادها
حتى أصبحَ وجودي مثلُ عدمي
فعلى جدار الزمانِ نقشتُ وجع قصيدتي
بحروفٍ لا تدري غير دروبُ السئمِ
الكاتب
مصطفى محمد كبار
28.3.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق