عودي لنحيي المساء
لاتذهبي وتدعيني همَلٌ وأوصالي إربًا وأشلاء
فما أنا بعدكِ إلا شبحٌ
أفتقد معنى المساء
وتراودني الهلاوس
والظنون
وتناصبني بقوتها العداء
فتنهارُ قِلاعي وتغلبني
ولاأجدُ من حولي عزاء
فأكرهُ ليلي إذا أدركني
وأظلُ بوجههِ مستاء
لاترحلي فما بعد الرحيل
إلا مشقةً وعناء
فأنا ابنُ سبيلٍ وابنُ
السبيل والغارمين سواء
عودي فإن العودَ محمودٌ
واقبلي مني الرجاء
فلادنيا من بعدك تجودُ
ولاأرضُ أصابها نماء
ولاخلٌ في ليلٍ أناجيه
فأين هو معنى الوفاء
لاتكوني قاسية القلبِ
وتبدلي الآن الرداء
فما عهدنا عليك غلظةً
ولا من شيمتك الرياء
بل أنت شجرةٌ مثمرةٌ
وينبوعٌ للمحبةِ الرخاء
وأنت طبيبةٌ حاذقةٌ
وخبيرةٌ بموطنِ الداء
وأنت الربيعُ أذا أزهر
يعود لذائقتي البهاء
وأنت نديمٌ يؤنسُ
وحشتي
ويلبي للقلب النداء
وأنت بدرٌ في الدُجى
ينيرٌ ظلمتي العتماء
وأنت أملٌ نحيا بهِ
كالهواءِ لنا والماء
عودي يامنية النفسِ
ولا تشمتي بيا الأعداء
عودي بحقِ ماكنا وكانا
وبحق من رفع السماء
واجبري خاطرًا مكسورًا
تشرقُ من بعدهِ الأجواء
الكاتب
محمد أبو الحسن
19.2.2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق